المرسل وجمعه مراسيل بإثبات الياء وحذفها أيضاً، وأصله من (رسل) التي تحمل عدة معاني حسب إشتقاقاتها اللغوية.
ا- تقول:(أرسل) : (أطلق وأهمل)[٢] فكأن المرسل أطلق الإسناد ولم يقيده براو معروف [٣] ، أو أهمل ذكر راوٍ من رواة الإسناد.
٢- (استرسل) : الطمأنينة إلى الإنسان والثقة فيما يحدثه [٤] . وكأنَّ التابعي الذي قد ذكر الحديث اطمأن ووثق بصحة ما يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم ووثق بمن أخذ الحديث عنه، فلم يذكره. قال القرافي في (شرح التنقيح) : "إنه ما سكت عنه (الراوي) إلا وقد جزم بعدالته، فسكوته كإخباره بعدالته"[٥] .
٣- أرسل الحديث: لم يقيده [٦] وكأن الراوي لم يقيد روايته باتصال الإسناد فأسقط ذكر الصحابي الذي تحمله عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
٤- مرسال: يقال: ناقة مرسال أي سريعة السير [٧] ؛ فكأن المرسل أسرع فيه عَجِلاً فحذف بعض إسناده.
٥- أرسالاً: جاء القوم أرسالا أي قطعاً متفرقين [٨] , قال ابن سيده: الرَّسَل بفتح الراء والسين: القطيع من كل شئ والجمع أرسال، وجاءوا رسلة أي جماعة، فكأنه تصور من هذا اللفظ الاقتطاع، فقيل للحديث الذي قطع إسناده وبقي غير متصل: مرسل، أي كل طائفة منهم لم تلق الأخرى ولا لحقتها [٩] .
هذا ما يتعلق بهذا اللفظ من حيث اللغة، وأما من ناحية الاصطلاح فلتعريف الحديث المرسل ومعرفة حده ينبغي علينا التمييز بينه وبين المنقطع والمعضل. أما المنقطع فقد ذهب الفقهاء والخطيب وابن عبد البر وغيرهم من المحدثين أن المنقطع ما لم يتصل إسناده على أي وجه كان انقطاعه، وأكثر ما يستعمل في رواية منْ دون التابعي عن الصحابي. وقيل: هو ما اختل منه رجل قبل التابعي محذوفاً كان أو مبهماً [١٠] . والمعضل- وهو بفتح الضاد- يقولون:(أعضله معضل) وهو ما سقط من إسناده اثنان فأكثر [١١] .