٢ـ والقول الثاني في كلام الله تعالى قول أهل وحدة الوجود كابن عربي الطائي والصدر القونوي وحزبهما.
قالوا:"كل كلام في الوجود كلام الله تعالى نظماً كان أو نثراً، صدقاً كان أو كذباً ".
وقال عارفهم:
سواء علينا نثره ونظامه
كل كلام في الوجود كلامه
وهذا القول الذي لا يخفى فساده على كل من عنده مسكة عقل وهو فرع مذهبهم الفاسد وهو أن الله تعالى عين هذا الوجود وأن تلك الكثرة وهم وخداع من الحس لا حقيقة لها من الواقع.
ولازم هذا الهذيان والكفر الصريح أن كلام هذه المخلوقات وسائر صفاتها محمودة كانت أو مذمومةً هي عين كلام الله وصفاته إذ هي عينه. تعالى الله عما يقولون الظالمون علوا كبيرا.
ويصوّر لنا ابن القيم رحمه الله مذهب هؤلاء في نونيته بقوله:
طمت على ما قال كل لسان
وأتت طوائف الاتحاد بملة
الخلق من جن ومن إنسان
قالوا كلام الله كل كلام هذا
صدقا وكذبا واضح البطلان
نظما أو نثرا زوره وصحيحه
للمحصنات وكل نوع أغان
فالسب والشتم القبيح وقذفهم
وسائر البهتان والهذيان
والنوح والتعزيم والسحر المبين
وكلامه حقا بلا نكران
هو عين كلام الله جل جلاله
وعليه قام مكسح البنيان
هذا الذي أدى إليه أصلهم
عين الوجود وعن ذي الأكوان
إذ أصلهم أن الإله حقيقة
وصفاته ما ههنا قولان.
فكلامها وصفاتها هو قوله
٣ ـ والقول الثالث قول نفاة الصفات من جهمية ومعتزلة.
قالوا:"الرب متكلم بكلام حرف وصوتُ يخلق ذلك في بعض مخلوقاته".