للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإبدال الهمزة من الهاء يكون في الاسم والحرف.

فإبدالها من الهاء في الاسم جاء في قولهم: ماء وشاء [١١] . والأصل موه وشوه. قلبت الواو ألفا، وأبدلت الهمزة هاء.

وكذلك جاء في الجمع. قالوا في جمع ماء: أمواء، والأصل أمواه، وإذا ثبت أن أصلها هاء، ثبت أن الهمزة مبدلة عنها قال الشاعر:

وبلدة قالصة أمواؤها

ما صحة رأد الضحى أفياؤها [١٢]

والدليل على أن هذه الهمزة مبدلة من الهاء، رجوعها في التصغير والتكثير، قالوا في تصغير ماء مُوَيه، وفي جمعه مياه وأمواه. والتصغير والتكثير يردان الأشياء إلى أصولها.

وقد أكد ابن عصفور إبدال الهمزة من الهاء بقوله: "وإنما جعلت الهاء هي الأصل، لأن أكثر تصاريف الكلمة عليها، قالوا: أمواه ومياه وماهت الركية [١٣] . إلى غير ذلك من تصاريفها" [١٤]

وكذلك ورد إبدال الهمزة من الهاء في قولك: (آل) [١٥] ، وأصل آل: أهل فأبدلت الهاء همزة فقيل: أَأْل، ثم أبدلت الثانية ألفا لسكونها إثر فتح فقيل: آل، كما قالوا آدم وآخر في الاسم، وآمن وآثر في الفعل، والأصل: أأْدم وأَأخر، وأَأمن وأَأَْثر.

والدليل على أن أصل آل: أهل قول الجماعة في التصغير: أُهَيْل، ولو كانت الألف منقلبة عن غير هاء- أي عن واو- لقيل في تصغيره (أُوَيل) . وقد اختار هذا الرأي يونس [١٦] .

ومما يؤكد أن الهمزة في (آل) أصلها هاء الإضافة إلى الضمير، فقد قالوا أهلك وأهله كثيرا، لأن الضمير يرد الأشياء إلى أصولها. ولاَ يقال: آلك وآله إلا قليلا، وذلك مثل قول عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم:

وانصر على دين الصليـ ـب

وعابديه اليوم آلَكْ [١٧]

وقول الآخر:

أنا الرجل الحامي حقيقة والدي

آلي كما تحمي حقيقة آلكا [١٨]

ونحو قول الكناني: "رجل من آلك وليس منك " [١٩] .