يريدون: أذا الذي. بإبدال الهاء من الهمزة. فإبدال الهاء من الهمزة مقصور على السماع- كما بينا- غير أن ابن يعيش [٣٩] جعله كثيرا، وقاس عليه إبدال الهمزة من الهاء، وجعله ضربا من التقاص. أي أن كل واحد منهما أخذ حكما أخذه منه الآخر. فإبدال الهمزة من الهاء، تم لأن الهاء أبدلت من الهمزة. فكل منهما فعل بالآخر مثل ما فعل الآخر به، وهذا الضرب هو الذي عرف لدى النحاة بالتقاص، وارتضوه سمة لهذه الظاهرة، ومصطلحا لهذه القاعدة.
٣- قلب الهمزة واواً:
تبين لنا مما تقدم أن ظاهرة التقاص تتأتى في إبدال الهمزة من الهاء، وإبدال الهاء من الهمزة. ونبين الآن ورودها بين الواو والهمزة، ويتحقق ذلك في إبدال كل منهما من الآخر. فالهمزة تقلب واواً، كما أن الواو تقلب همزة، ويتضح ذلك على النحو التالي:
(أ) قلب الهمزة واواً:
تبدل الهمزة واواً في عدة مواضع هي [٤٠] :
ا- أن تكون الهمزة للتأنيث، فإنها تبدل واواً باطراد على سبيل اللزوم في التثنية والجمع بالألف والتاء والنسب. فتقول في صحراء وعشراء ونفساء: صحراوين وعشراوين ونفساوين، وصحراوات وعشراوات ونفساوات، وصحراويّ وعشراويّ ونفساوي.
٢- أن تكون الهمزة قبل الألف في الجمع الذي لا نظير له في الآحاد، بشرط أن يكتنف ألف الجمع همزتان، وذلك نحو: ذوائب في جمع ذؤابة. أصله ذآئب، فأبدلت الهمزة واواً هروباً من ثقل اجتماع الهمزتين والألف، وهذا الإبدال اطرادي لازم.
٣- أن تقع الهمزة لاماً لجمع على مفاعل وقد سلمت في المفرد، وذلك مثل: هِراوة، قالوا في جمعه هراوي، بإبدال الهمزة واوا ليشكل الجمع مفرده.
٤- أن تلتقي همزتان في كلمة وتسكن الثانية بعد ضم. فإنها يجب إبدالها واواً. وذلك نحو: أومن وأوثر. والأصل: أؤمن وأؤثر. إلا أنه رفض الأصل هروبا [٤١] من اجتماع همزتين.