٥- أن تكون الثانية مضمومة مطلقا. أي سواء انضم ما قبلها أو انفتح أوِ انكسر، أو تكون مفتوحة بعد فتح أو ضم. وذلك مثل: أُوُمٌ، وأوُمّ وإِوُمّ. والأصل: أُؤم، وأؤُم، وإِؤُم. ومثل أُُويدم تصغير آدم. وأَوادم جمع آدم. والأصل: أُؤيدم وأَأًدم. فأبدلت الثانية في الجميع واواً. وهذا الإبدال قياسي مطرد لازم.
(ب) قلب الواو همزة:
تقدمت مواضع قبل الهمزة واواً، وأمر هذه المسألة يحتم علينا ذكر المواضع التي تبدل فيها الواو همزة حتى ينكشف وجه هذه الظاهرة، ونصل إلى النتيجة التي نرجوها.
ومن المقرر في هذا الباب [٤٢] أن الواو تقلب همزة في خمسة مواضع:
١ - أن تتطرف إثر ألف زائدة مثل: كساء وسماء ودعاء. والأصل: كساو وسماو ودعاو.
٢- أن تقع عينا لاسم فاعل فعل ثلاثي أعلت عين فعله نحو: صائم وقائم، والأصل: صاوم وقاوم.
٣- أن تقع مدة ثلاثية زائدة في المفرد إذا كان جمعه على مثال مفاعل. نحو: عجائز ورعائف جمعي عجوز ورعوفة، والأصل عجاوز ورعاوف.
٤- أن تقع ثاني لينين اكتنفهما ألف مفاعل مثل: أوائل وسيائد. والأصل: أواول وسياود في جمع أول وسيد.
٥- أن تتصدر في الكلمة واوان. فإن الأولى منهما تقلب همزة بشرط أن لا تكون الثانية منهما مدة غير أصلية، أي: أن تكون الثانية غير مدة وذلك نحو قولك في جمع الأولى أنثى الأول أُوَل. والأصل: وُوَل ونحو ذلك في جمع واصلة وواقية تقول: أواصل وأواق، والأصل: وواصل، ووواق.
أو تكون الثانية مدة أصلية نحو: الأولى أنثى الأول. أصلها وولى بواوين أولاهما فاء، والثانية عين ساكنة.
هذه هي مواضع قلب الواو همزة، وقد تقدمت مواضع قلب الهمزة واواً.
وقد تم هذا القلب المتبادل بين الواو والهمزة على طريق المقاصة. لأن الهمزة وإن لم تكن من حروف العلة، فهي شبيهة بالألف، ولهذا عدها بعض الصرفيين [٤٣] من حروف العلة.