للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أتحسبني أنثني صبوة

إلى رائق اللون والمنظر

وحاشا لمثلي أن ينثني

إلى الكفر والمذهب الأغبر

فإن لم يكن غير هجر الملاح

فلا زال ذاك إلى المحشر

عباد الله إني لم أزل أتلطف بخاصته وأهل مذهبه ولم أقنع حتى خالطته وأطعته بقبول ما هو عليه من مذهبه وضلالته وكفره وبدعته وأعماله الشنيعة وضلالته الفظيعة التي تنكرها القلوب وتشمئز منها النفوس.

وذلك أن الصليحي [٧] ومن هو على مذهبه يدعون إلى ناموس خفي كل جهول غبي بعهود مؤكدة ومواثيق مغلظة مشددة على كتمان ما بويع عليه ودعي إليه وأنه لا يكشف لهم سرا ولا يظهر لهم أمرا، ثم يطلعه على علوم مموهة وروايات مشبهة يدعوه في بدء الأمر إلى الله ورسوله كلمة حق يراد بها الباطل ثم يأخذه بعد ذلك بالرفض والبغض لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا انقاد له وطاوعه أدخله في طرق المهالك تدريجا ويأتيه بتأويل كتاب الله تحريفاً وتعويجاً بكتب مصنعة وأقوال مزخرفة إلى أن يلبس عليه الدين ويخرجه منه كما يخرج الشعرة من العجين وقصارى أمره إبطال الشرائع وتحليل جميع المحارم فسارع إليه من لم يكن له بالشرع معرفة لأنه صادف أكثر الناس عواما فأجابه إلى دعوته الرعاع والطغام ومن لم يكن له معرفة بالإسلام من حسب وسنحام ويام [٨] فحرم الحلال وأحل الحرام وناقض بجهده الإسلام وأبطل الصلاة والصيام والزكاة والحج إلى بيت الله الحرام فأهلكهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق.

(آخر الرسالة محمد بن مالك رحمه الله رحمة الأبرار ووقاه عذاب النار) .


-[١] بإفريقية.ز.
-[٢] مغرب اليمن.
[٣]- وكان هذا داعيا فقط وفي تاريخ عمارة بعض توسع في أبناء هؤلاء.ز.
[٤]- مسار: حصن عظيم في حراز باليمن فوق مدينة مناخة.