العقيدة وفساداً في الحكم. أمة انحط تفكيرها وضلت عقولها، فعبدت الأصنام من الأخشاب والأحجار والكواكب وتحكمها حكومة فاسدة يقودها جبار متأله فأسلموا له القياد.
فمن أين يبدأ بالإصلاح يا ترى؟
أيبدأ بمصاولة الحاكم لأنه قطعا يحكم بغيِر شريعة الله ويحكم بقوانين وتشريعات جاهلية، لاشك في ذلك، ويدعي الربوبية جهاراًَ وحق التشريع أو يبدأ بإصلاح العقيدة عقيدة الأمة وعقيدة الحكومة الجاهلية.
القرآن يحدثنا عن هذا النبي الرشيد إمام الأنبياء أنه بدأ بإصلاح العقيدة أي الدعوة إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له وحده ومحاربة الشرك والقضاء عليه وعلى أسبابه واقتلاعه من جذوره فدعاهم فعلا إلى توحيد الله ونبذ عبادة ما سواه، وجادلهم في هذا المجال وجادلوه، فدمغهم بالحجج القاهرة والبراهين الظاهرة وجردهم من كل سلاح من أسلحة الحجة حتى ألجأهم إلى الاعتراف بالظلم والضلال والتعصب الأعمى والجمود القاتل على تقليد الآباء {قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ} .