وإن جليل توفيق الله على الملك عبد العزيز، أن أيده في كل ما قام به من عمل، فهو سبحانه وتعالى موفقه ومؤيده، ومؤازره في كل خطوة خطاها، فقد فتح الرياض، وضم الخرج، والمحمل، والشعيب، والوشم، وانتصر على الأعداء فخلّص القصيم، وفتح الأحساء، وضم عسير، وفتح حائلا، والجوف، وكان توفيق الله في أسمى صورة حينما ضم الحجاز، ووجه كل اهتمامه وعنايته إلى الحرمين الشريفين.
وهكذا فقد خلّص- رحمه الله- البلاد والعباد مما دهاهم مئات السنن، واجتمع الناس عليه، فأصبح مسئولا عنهم أمام الله سبحانه وتعالى، فعليه أن يرعى الله فيهم، فيسلك بهم طريق النجاة للدنيا والآخرة.
كان الملك عبد العزيز آل سعود صادقا مع نفسه، وما عاهد الله عليه من التمسك بالمنهج الإلهي، والدستور السماوي القرآن الكريم، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطريق السلف الصالح من الصحابة والتابعين بلا تأويل، أو ابتداع، أو تغيير.
كان أول ما نادى به، إخلاص التوحيد لله، ومما علق به من كل شائبة، وجعله لله وحده، فلا يشرك به، منفردا بالعبادة والقصد.
وهذا هو الأساس المتين الذي يجتمع عليه المسلمون، حتى يثبت الإيمان، ويرسخ في الصدور، وبعده يهون كل شيء.
وما ترك- رحمه الله- مناسبة ولا اجتماعا، دون أن يذكرّ الناس بالتوحيد الخالص لله، فهو يعرف أن التوحيد إذا علق به شيء ضعفت النفوس، وأصبح من السهل أن تنقاد لغير الله، قال رحمه الله:
"هذه هي العقيدة التي قام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب يدعو إليها، وهذه هي عقيدتنا، وهي عقيدة مبنية على توحيد الله عز وجل خالصة من كل شائبة، منزهة من كل بدعة، فعقيدة التوحيد هذه، هي التي ندعو إليها، وهي التي تنجينا مما نحن فيه من محن وأوصاب "[٣] .