"إن المسلمين في خير ماداموا على كتاب الله، وسنة رسوله، وما هم ببالغين سعادة الدارين إلا بكلمة التوحيد الخالصة "[٤] .
"وقد نصرنا الله بقوة التوحيد الذي في القلوب، والإيمان الذي في الصدور، ويعلم الله أن التوحيد لم يملك علينا عظامنا وأجسامنا فحسب، بل ملك علينا قلوبنا وجوارحنا، ولم نتخذ التوحيد آلة لقضاء مآرب شخصية، أو لجر مغنم، وإنما تمسكنا به عن عقيدة وإيمان قوي، ولنجعل كلمة الله هي العليا"[٥] .
ثم ينطلق الملك عبد العزيز بالدعوة إلى التوحيد من محيط الجزيرة العربية، فيتخذ موقف الداعي إلى الله، ليبلغ ما يجب عليه تجاه نشر الدعوة، فيدعو المسلمين جميعا في أنحاء الأرض إلى التوحيد الصحيح، وينطلق بهم إلى العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وحينما يرى المسلمين قد نفذوا ذلك، واتحدوا على العمل بما يدعو إليه، سيجدون أنه واحد منِ المسلمين يسعى لخيرهم، ويسهر على راحتهم، لا بصفته ملكا أو زعيما أو أميرا، بل فردا من عامة المسلمين، وليس هو وحده فحسب بل ومعه أولاده وجيشه وقومه، ثم يشهد الله على قوله وتبليغه للمسلمين فيقول:
"إن المسلمين بخير إذا اتفقوا، وعملوا بكتاب الله وسنة رسوله ... ليتقدم المسلمون للعمل بذلك، فيتفقوا فيما بينهم على العمل بكتاب الله وسنة نبيه، وبما جاء فيهما، والدعوة إلى التوحيد الخالص فإنني- حينذاك- أتقدم إليهم فأسير وإياهم جنبا إلى جنب في كل عمل يعملونه، وفي كل حركة يقومون بها ... والله إني لا أحب الملك وأبهته، ولا أبغي إلا مرضاة الله، والدعوة إلى التوحيد ... ليتعاهد المسلمون فيما بينهم على التمسك بذلك، وليتفقوا، فإنني أسير وقتئذ معهم لا بصفة ملك أو زعيم أو أمير، بل بصفة خادم ... أسير معهم أنا وأسرتي وجيشي وبنو قومي؟ والله على ما أقول شهيد، وهو خير الشاهدين"[٦] .