وكان- رحمه الله- قد ركب السيارة لأول مرة عام ١٣٤٤ هـ. ورأى فوائدها في تقريب المسافات، فلم يستقل بها، بل سمح لجميع أفراد الشعب باستخدامها، فدخل في البلاد السيارات بأنواعها وأحجامها.
ولقد أنشئت في عهده إدارات عامة للصحة والشرطة والأوقاف والبريد والبرق واللاسلكي، وأنشئت كذلك مديرية للشئون العسكرية، ومديرية للشئون الخارجية، والمديرية العامة للزراعة، وشكلت المحاكم الشرعية، وبيوت المال، وكتاب العدل، والمجالس التجارية وكذلك مؤسسة للنقد العربي السعودي.
أعفى جميع المواد الغذائية، ومواد البناء وغيرهما من الرسوم الجمركية، وقام بشراء الآلات الزراعية الحديثة، ووزعها على الفلاحين للنهوض بالزراعة، ولقد اهتم بالتعليم، ففتح كثيرا من المدارس المتنوعة، واهتم بالمعاهد الدينية، والمكتبات العامة، وأرسل البعثات العلمية إلى الخارج، للإسهام في النهضة التعليمية، وأنشأ- رحمه الله- المستشفيات والمستوصفات في المدن الكبيرة، وأنشأ المراكز الصحية في طريق الحجاج، وأدخل نظام التطعيم، وصرف الدواء بالمجان [٢٢] .
هذا قليل من كثير في داخل البلاد، فقد عاش لخدمة شعبه ورعايته، ولم يمر يوم إلا وفيه جديد، مما يعود على البلاد بالخير العميم.
ولقد نادى الملك عبد العزيز بتأليف لجنة عام ١٩٣٧ م تضم عدة شخصيات عربية مخلصة، تعمل على وضع الأسس لتوحيد الجهود لما فيه خير الأمة العربية، وطالب بإنقاذ فلسطين، وله في ذلك مواقف حاسمة، وآراء ناضجة، ووسائل سليمة.
ولقد أسهم في تأسيس جامعة الدول العربية، ونادى بالتضامن الإسلامي، واشترك في منظمة الأمم المتحدة عام ١٩٤٥ م، وعاون كذلك في حل كثير من المشكلات في الشرق الأوسط.