للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا ولعله من الأوفق أن نرجع مرة أخرى للذين في قلوبهم مرض، والذين لا يؤمنون بما جاء في القرآن العظيم إلا بعد ثبوت الدليل التاريخي القاطع. فنقرر أن بلاد ما بين النهرين القديمة بابل، وأور، ونينوى، وآشور، ونمرود وغيرها لتزخر بالمعابد التي خصصت لعبادة آلهة متعددة كالإله شمش وهو الشمس، والقمر (نانار) ، والزهرة (عشتار) ، والمريخ (مردوخ) ونابو (إله الكتابة) وغيرهم [٥٠] . وكل هذه المعابد كانت تزخر بالأوثان وهي التماثيل التي كان الناس يعكفون لها ويقدسونها. الشيء الذي دفع إبراهيم عليه السلام ليحطم بعضها وفق ما ورد في القرآن الكريم. قال تعالى: {وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ. فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلاَّ كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ} .الأنبياء: ٥٧ـ ٥٨.

وفيما نعلم أن إبراهيم عليه السلام كان يغتنم الفرص ويحاور قومه ويجادلهم في معبوداتهم ليصل بهم إلى حقيقة أو نتيجة هي أن المعبود بحق هو الله وحده لا شريك له. فقد جاء في القرآن:

{فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ. فَلَمَّا رَأى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ. فَلَمَّا رَأى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ. إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} . الأنعام: ٧٥-٧٩.