وهكذا تبرأ إبراهيم من شرك قومه بعد أن قال لهم إن الكوكب ثم القمر ثم الشمس ربى. قال ذلك على معنى الاستهزاء لهم لأنهم كانوا يعبدون الشمس والقمر والنجوم. فأنكر عليهم، فاستهزأ بهم، وقال لهم: أمثل هذا يكون الرب؟ [٥١] .
ومن آثار العراق القديمة التي وردت الإشارة إليها في كتاب الله الكريم تل النبي يونس بن متى، ذي النون، صاحب الحوت عليه السلام. وهذا التل الذي يطلق عليه الآن "تل التوبة"يقوم اليوم في داخل أسوار مدينة نينوى القديمة من أرض الموصل، وهي العاصمة الثانية بعد آشور [٥٢] . ولعلنا نذكر ما ورد في سيرة النبي محمد- صلى الله عليه وسلم - أنه سأل عداسا النصراني، غلام بنى ربيعة بالطائف الذي أحضر له قطفا من العنب حين جلس يستريح في ظل حائط مما عاناه من آلام الضرب بالحجارة من سفهاء الطائف وصبيانها وعبيدها. من أي البلاد هو؟ فقال عداس من نينوى. فقال عليه الصلاة والسلام:"أمن قرية الرجل الصالح يونس بن متى؟ قال له: وما يدريك ما يونس؟ قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم -: ذلك أخي يونس كان نبيا وأنا نبي"[٥٣] .
ولعل آخر ما هدى إليه البحث الأثري في أيامنا هذه ما وافق القرآن الكريم في سورة الكهف. وقصة أهل الكهف معروفة. فأولئك الفتية الذين آمنوا بربهم ووحدوه، نأوا بأنفسهم عن قومهم المشركين الذين عبدوا آلهة متفرقة، وآووا إلى ذلك الكهف. قال تعالى: وهو أصدق القائلين: