للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد أشار الإمام الشافعي للسنة "بالحكمة" [١٩] .في قوله تعالى: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} . سورة الجمعة: ٢. ولقد حفظ الله سبحانه وتعالى كتابه في ألفاظه وكلماته منقولا بالتواتر مدوناً على أسلم ما يكون النقل والتدوين. قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون} . سورة الحجر: ٩. وكذلك حفظ بيانه بما كان من عمل الفقهاء والمحدثين، حتى اختصت الأمة الإسلامية دون غيرها بالإسناد فكان اجتهاد الفقهاء من خلال النصوص، وإذا كان النص قطعي الثبت لا شبهة فيه فليس عندهم اجتهاد يصيب ويخطئ بل هو التسليم إذ: "لا اجتهاد في موضع النص". ولم يذكر أحد من الفقهاء أن المسلمين صنف متميز ومتفوق من البشر لمجرد كونهم مسلمين، ولكن الإسلام أعطى بحق أفضلية للملتزم به، والإسلام ليس لطبقة ولا لجنس فهو دين للناس كافة تتساوى فيه سائر الأجناس في الحقوق والواجبات، لا يعترف بطبقية ولا عنصرية ولا كهنوتية. قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} . سورة الحجرات: ١٣. "فلا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي إلا بالتقوى". وهذه دعوة للمساواة بين بني البشر. طبق المسلمون ذلك طيلة فترة دولتهم التي استمرت عشرة قرون الدولة الأولى في العالم. فبلال العبد الحبشي يعتلى ظهر الكعبة ليؤذن للصلاة [٢٠] ، وسليمان الفارسي يتولى المدائن [٢١] ، وطارق بن زياد البربري يقود جيش الإسلام فيفتح الأندلس [٢٢] ، وكافور الأخشيدي يتولى مصر [٢٣] ، والمماليك يحكمون في مصر والشام [٢٤] . والهند [٢٥] . وآل عثمان يتولون الخلافة الإسلامية [٢٦] والموحدون [٢٧] ، والغزنويون [٢٨] وغيرهم، وغيرهم يقودون حركة الجهاد.