للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثاني: أن يختار لمجالسته أهل التقوى والخشية والعلم والورع والنصح ليعاونوه على فعل الخير ويحسنوه له، وينصحوه بالابتعاد عن مقارفة الأمور التي تعود عليه وعلى رعيته بالسوء، ويقبحوا له ذلك حتى يصبح من طبعه فعل النافع واجتناب الضار، والنتائج المترتبة على اختيار جلساء الخير عظيمة جدا، وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك وحذر من اتخاذ جلساء السوء، وأحرى الناس باختيار الجليس الصالح، واجتناب جليس السوء هم ولاة الأمور، لأن خيرهم وشرهم يعمان كل الرعية، ولهذا قرنهم النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء كما في حديث أبي سعيد وأبي هريرة الصحيح: "ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان، بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، والمعصوم من عصمه الله".

الثالث: أن يأخذ على أيدي السفهاء والفسقة، ويردعهم عن المعاصي والظلم والفوضى ومعارضة أهل الخير بالطرق المؤدية لذلك - كالقصاص والحدود والتعازير - فإن لم يجتهد في هذه الأمور الثلاثة، فقد غش رعيته واستحق وعيد الله الذي أجراه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم حيث قال: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة" رواه الشيخان عن معقل بن يسار رضي الله عنه.

وهذه الأمور تعتبر أسسا لحقوق الرعية على الإمام إذا توفرت كانت النتائج حسنة، في كل مجالات الحياة، وإذا أردنا أن نفصل بعض التفصيل نجد أن للرعية على الإمام ما يلي: