ولا بد لنا هنا من وقفة صغيرة لنمحص قول الكاتب اليهودي بأن الحركات التي تصطبغ بالصبغة الإسلامية تتلقى التوجيه والتشجيع من الحركات الإسلامية القائمة في البلاد العربية المجاورة. ترى كيف سبيل هذا التوجيه وما هي طبيعة ذلك التشجيع؟. إن الدولتين العربيتين الوحيدتين المجاورتين لتركيا هما سوريا والعراق، ولقد كانت العلاقات بين سوريا وتركيا طوال السنين الماضية علاقات غير طبيعية أو ودية. والحكم القائم في سوريا منذ خمس سنوات حكم يدخل في نطاق الأنظمة التي يصفها كوهين بأنها (تقدمية) وهو يعمل على سلخ سوريا من صبغتها الإسلامية، وهو لا يترك سبيلا للضرب على يد الحركة الإسلامية في سوريا إلا ويتبعه. والحركات الإسلامية هناك ليس لديها وقت يكفيها لأداء واجبها في مقاومة الزحف الإلحادي الذي يدعمه الحاكمون، وإيقافه عند حده. وأما في العراق فقد بدأت العلاقات بين تركيا والعراق مؤخرا تتجه إلى العودة إلى سابق عهدها بعد توتر طويل. وأين الحركة الإسلامية في العراق؟، وأين جماعة الإخوان المسلمين الذين يشير إليهم كوهين وإلى نشاطهم ودعمهم للمد (الرجعي) في تركيا؟.
إن كوهين إنما يحرض على ضرورة توجيه ضربة قاصمة لكل الحركات الإسلامية في بلاد العالم الإسلامي حتى لا يتردد صوت الإسلام فيزعج حسه المرهف، وحس أمثاله من اليهود الحاقدين. ففي ظهور الإسلام نهايته ونهاية إسرائيل واليهودية العالمية.
ترى هل نتنبه إلى خطر اليهود كما يتنبهون إلى أخطارنا؟ وهل نعي كلمة هذا اليهودي أم ستمر كما مر غيرها كثيرا؟.
لا حرية في الهدم
من أراد أن يحمل المعول ليهدم بيتي لا أتركه يتم عمله باسم الحرية، ولكن آخذ على يده باسم الحق، ولا أدعه يتلذذ بمناظر الخراب باسم الفن، ولكن أجرعه مرارة العقاب باسم القانون.