للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما انقطعت تلك الدولة قام الطوائف بعد الخلائف، وانتزى الأمراء والرؤساء من البربر والعرب والموالي بالجهات، واقتسموا خططها، وتغلّب بعض على بعض (١) ، وكثرت الفتن وانبسط عدو الدين في الجزيرة وبلغ منهم كلّ مبلغ ما بين قتل وأسر، وهم (أي ملوك الطوائف) في تحاسد واختلاف الكلمة وانتحال الأوصاف، واقتسام ألقاب الخلافة، فتلقّبوا بالناصر، والمنصور، والمعتمد، والمظفر، والمتوكل، والقادر، والمؤتمن، وغير ذلك، فمال شاعر الأندلس أبو بكر محمد بن عمار أو غيره (٢) :

مما يزهدني في أرض أندلس

أسماء معتمد فيها ومعتضد

ألقاب مملكة في غير موضعها

كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد


(١) نفسه جـ١ ص٤١٣.
(٢) انظر سير أعلام النبلاءجـ١٨ ص٥٨٢-٥٨٣/ نفح الطيب جـ١ ص٢١٤، جـ٤ ص٢٥٥/ ابن خلكان- وفيات الأعيان جـ٤ ص٤٢٨/ المؤنس ص١٠١.