للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما استعمال المنهج النقدي في التعامل مع هذه الموارد فهو من الوفرة والوضوح بحيث يجعله من أساسيات منهج البيهقي في التعامل مع موارده. وقد أثمر ذلك الآلاف من الملاحظات والأحكام النقدية في المتون والأسانيد، ولا حاجة إلى إعادة ما ذكرناه في مواضع أخرى من هذه الدراسة، فقد تحدثنا عنه في المبحث السابق كما أفردنا باباً مستقلاً لدراسة صناعته النقدية أشبعنا فيه الحديث عن هذا الجانب الهام. كما أن الانطباع تمثلت في كثرة كتب الجرح والتعديل، وتواريخ الرجال، وسؤالات المحدثين لكبار النقاد عن مراتب الرواة. الذي يتكوّن عند الدارس من خلال نظره في قائمة الموارد هو مقدار عناية البيهقي بموارد النقد، التي تمثلت في كثرة كتب الجرح والتعديل، وتواريخ الرجال، وسؤالات المحدثين لكبار النقاد عن مراتب الرواة.

والبيهقي بشكل عام يقارن بين موارده، ويرجح الأقوى منها ولا يتابع أحداً مهما عظم شأنه إلا بعد التوثق واليقين، فهو الذي أفرد باباً مستقلاً في "مدخل السنن"ينصح فيه بترك تقليد أمثاله من أهل العلم حتى يعلم علمهم. وهو يتحوّط من خطأ الثقات لخطورته، كتحوّطه من الضعفاء، فإنه يقول مُحَذِّراَ: "فقد يزل الصدوق. وقد يزل القلم، ويخطئ السمع، ويخون الحفظ".

وامتاز عمك البيهقي في الاقتباس من "الموارد"بالدقة في النقل، فكان لا يُورد نصّاً إلا مشفوعاً بإسناده، وبهذا جاءت جميع اقتباساته مميزة محددة، معروفة بدايتها ونهايتها من غير تداخل بين الاقتباسات.