وقد كانت خطتي في تحقيق هذه الرسالة إثبات الفروق بين النسختين. كما قمت بمراجعة النصوص على مصادر ابن كمال حيثما وُجد المطبوع منها. ولم أر ضرورة إلى التعريف بالأعلام لأنها مشهورة في حقل الاختصاص، وهي قليلة على العموم.
ثالثا: تحقيق الرسالة. .
"رسالة في تحقيق معنى النظم والصياغة "[٢٩]
بسم الله الرحمن الرحيم [٣٠]
باسمه سبحانه [٣١] ، الحمد لوليه [٣٢] ، والصلاة على نبيه [٣٣] . وبعد؛ فهذه رسالة رتبناها في تحقيق معنى النظم والصياغة عند أرباب البلاغة وأصحاب البراعة، فنقول ومن الله التوفيق، وبيده أزمة التحقيق: اعلم أن أساس البلاغة وقاعدة الفصاحة نظم الكلام، لا بمعنى ضم بعضها إلى بعض كيف جاء واتفق، بل بمعنى ترتيبها حسب ترتيب المعاني في النفس، فهو إذاً نظم يعتبر فيه حال المنظوم بعضه مع بعض، لهذا كان عند أرباب هذه الصناعة [٣٤] نظيرا للنسج والوشي الصياغة وما أشبه ذلك. مما يوجب اعتبار الأجزاء بعضها مع بعض حتى يكون لوضع كل منها [٣٥] حيث وضع علة تقتضي كونه هناك، وحتى لو وضع في مكان غيره لم يصلح [٣٦] .