وإنما تركت العرب التاء واحدة لأنهم لم يريدوا أن يكون الفعل واقعا من المخاطب على نفسه، فاكتفوا من علامة المخاطب بذكرها في الكاف وتركوا التاء في التذكير والتوحيد مفردة، إذ لم يكن الفعل واقعا. (الفتوحات الإلهية ج ٢ ص ٢٧) .
ومن هذه الأمور أن استفهام (أرأيتم) الذي ورد في إحدى وعشرين آية من آيات القرآن الكريم قد غلب عليه التقريع والتوبيخ، فقد جاء ذلك في سبعة عشر موضعا، ثم جاء بعد ذلك من حيث الكثرة معنى التنبيه، فقد ورد في أربعة عشر موضعا، وقد جاء معنى التقرير في خمسة مواضع، وجاء الإِنكار في ثلاثة.
أما استفهام (أرأيت) الذي ورد في عشر آيات من آيات القرآن الكريم فقد غلب عليه التعجب والتنبيه، ورد كل منهما في عشرة مواضع وجاء التعجيب في ثمانية، وجاء التهديد والوعيد في موضع واحد، وكذلك جاء التشويق.
أما (أرأيت وأرأيتكم) فقد ورد استفهام (أرأيتك) مرة واحدة وقد أفاد التعجب والإنكار. وأما استفهام (أرأيتكم) فقد ورد مرتين: المرة الأولى في الآية الأربعين من سورة الأنعام وقد أفاد التعجب والتعجيب والتوبيخ والتنبيه، والمرة الثانية في الآية السابعة والأربعين من سورة الأنعام وقد أفاد التهديد والتوبيخ والتنبيه.
أختي الاستفهامية "هل":
في رسالتي السابقة التي تحدثت فيها عن استفهام (أرأيتم) نسيت أن أذكر لك معنى الاستفهام في قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ} . الآية (٦٣) من سورة هود.