للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القسم الثالث تحقيق نصوص الكتاب.

ولعلم القارئ الكريم فإني استخدمت الرموز التالية:

أ- النسخة الخطية المعتمدة في التحقيق.

ب- النسخة الخطية الثانية.

برهان الدين هو ابن خضر تلميذ الحافظ ابن حجر صاحب التعليقات على النسخة الأصل (أ) .

عبد الكريم هو عبد الكريم بن عبد الله الشريف المكي، مالك النسخة الأصل.

قال شيخنا: الحافظ ابن حجر والقائل قال شيخنا برهان الدين بن خضر.

م - مسلم في صحيحه.

صف - صحيح البخاري مع الفتح.

خ - البخاري في صحيحه.

وليعلم القارئ الكريم أن كل ترجمة لم أذكر مصدرها فهي من التقريب مع تصرف أحيانا.

تمهيد

الحمد لله أجل الحمد وأوفاه، وصلاة الله وسلامه على خليله ومصطفاه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره وترسم خطاه.

أما بعد:

فلا أعتقد أن طالب عِلم اليوم مهما قلت بضاعته، ونأت به الديار، لا يعرف عن الصحيحين شيئا، أو على الأقل مَا المراد بالصحيحين؟ ومن ألف كلاً منهما؟ فإن أخطأت في هذا التصور قلت: إن الصحيحين كتابان لشيخ وتلميذه، انفرد كل منهما بمؤلف خاص.

الأول: صحيح البخاري وسماه الإمام البخاري (الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه) [٦] .

والثاني: صحيح مسلم وسماه الإمام مسلم (المسند الصحيح) [٧] .

هذا هو المراد بالصحيحين وهما كتابان عظيمان، تميزا بصحة النقل، ودقة الرواية، وشدة التحري، ففاقت قيمتهما العلمية كل تصور، وطارت شهرتهما في ذلك العصر، وطبقت الآفاق حتى لا يعذر اليوم طالب علم بجهل هذين الكتابين في عصر الثقافة والعلوم التي سخرت لها وسائل سمعية وبصرية، وسرعة إيصال المعلومات بصور مختلفة وأسباب مذهلة حتى لم تعد المعلومة تأخذ أكثر من بضع دقائق فليست عسيرة المنال، لكنها افتقدت الرجال ولاسيما في هذا العصر الذي كثرت فيه الصوارف الدنيوية.