كان رحمه الله معتمداً على الكتاب والسنة في عقيدته لا يخرج عما دلت عليه النصوص، فقد أمر أن يكتب اعتقاده فقال: أقول كذا لقول الله كذا، وأقول كذا لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كذا، حتى فرغ من المسائل، فلما وقف عليها الكامل قال: أيش أقول في هذا؟! يقول بقول الله ورسوله [٩٥] ، وهذا ورب الكعبة هو الحق المبين فالله أعلم بنفسه من خلقه، ومحمد صلى الله عليه وسلم أعرف بربه من الفقهاء، وكان المقدسي رحمه الله ورعاً متمسكاً بالسنة على قانون السلف تكلم في الصفات والقرآن بشيء أنكره أهل التأويل من الفقهاء، وشنعوا عليه- وادعوا أنه يصرح بالتجسيم [٩٦]- فعقد له مجلس بدار السلطان بدمشق، فأصروا وأباحوا قتله- وأخذت على ذلك خطوطهم [٩٧]- فشفع فيه أمراء الأكراد، على أن يبرح دمشق، فذهب إلى مصر- ولم يخل في مصر عن نكد له في مثل ذلك، تكدرت عليه حياته بذلك [٩٨]- فكان له كثير من المخالفين لكن رائحة السلطان كانت تمنعهم، وجاء العادل وأخذ مصر، فجاءه المخالفون للحافظ يستوغرونه عليه، لكن الله قيض من عرف العادل بقدر الإمام ومكانته العلمية، فتنبه للمكيدة [٩٩] ، فكانت حاله بمصر أحسن منها بالشام إذ وجد حشداً من أهل السنة وأصحاباً [١٠٠] .
بعض مؤلفاته:
وصف المقدسي رحمه الله بالتصنيف، وكثرة الكتابة [١٠١] ، وهذا ليس بغريب على إمام فذ لا يضيع شيئاً من زمانه [١٠٢] . وسأكتفي بما ذكر الذهبي رحمه الله وهي مرقمة على ما يلي:
١- المصباح. في ثمانية وأربعين جزءاً مشتملاً، على أحاديث الصحيحين.
٢- نهاية المراد. في السنن نحو مائتي جزء ولم يبيضه.