هذا وقد قام الإيلخان خدا بنداه خان خليفة غازان [٦١] ٧٠٣ هـ (٣ هـ ١٣٠٣ م) والذي كان مسلماً منذ ٦٩٤ هـ (١٢٩٤م) ويلقب بغيات الدين محمود بالاتصال بالملك الناصر قلاوون، وتصالح معه وأظهر تراجعا عن سياسة سلفه [٦٢] .
ثم إنه لم يلبث في أواخر عهده أن عاد لمعاداة المماليك والاستعانة بأوروبا ملوكا وبابوات ضدهم، فاتصل بالبابا كليمنت الخامس، والملك إدوارد الثاني ملك إنجلترا، والملك فيليب الجميل ملك فرنسا، محاولا الاستعانة بهم ضد المماليك [٦٣] .
وحاول إعانة بعض الأمراء المتمردين، فذكر المقريزي بأنه أعد حملة هدفها الشام مع الأميرين سنقر والأقرم الهاربين من الملك محمد بن قلاوون، ثم لم تلبث هذه الحملة أن فشلت وتخلت عن مهمتها بعد أن سمعت بخروج السلطان لملاقاتها [٦٤] .
ومنذ عهد الإيلخان أبي سعيد الذي خلف خدا بنداه سنة ٧١٦ هـ (١٣١٦م) الذي كف عن معاداة المماليك، وصادق الناصر محمد بن قلاوون وراسله وهاداه وعقد معه اتفاقيات فتحا بموجبها حدودهما للتجارة، وتعهد له الناصر بحماية الحجاج الإيرانيين والمحمل اللإيلخاني [٦٥] وتبعه في ذلك خلفاؤه من الإيلخانات الذين ضعف شأنهم وانشغلوا بنزاعاتهم على العرش، لم يعد التاريخ يعلمنا بغارات مغولية على الشام بل انعكس الحال فصار بعض المماليك يحاولون التوسع في أراضي الإيلخانات [٦٦] .
موقف مغول القفجاق (القبيلة الذهبية) من المماليك المسلمين.
يطلق اسم القفجاق (القبشاق) أو (القبيلة الذهبية) golden horde على المغول الذين أقاموا في البلاد التي منحها جنكيزخان قبل وفاته لابنه الأكبر جوشي. وتشمل سهول جنوب روسيا وأقصى غرب آسيا وسيبيريا فيما بين نهر آتش والسواحل الجنوبية لبحر قزوين. وسمى هؤلاء باسم القبيلة الذهبية لأن خيام معسكراتهم كانت ذات لون ذهبي.