كان هذا الإيلخان في أول عهده بوذيا، ثم اعتنق الإسلام أثناء ولايته للعهد، وذلك في الرابع من شعبان عام ٦٩٤ هـ (١٢٩٥م)[٥٦] فكان ذلك مفاجأة كبرى وانتصاراً غير متوقع للإِسلام على المحاولات النصرانية لتنصير المغول. لأن هذا الخان فور ارتقائه العرش جعل الإسلام دين الدولة الرسمي، وأدخل في الإسلام عدداً كبيرا من قبائل المغول. ودخل من جيشه في الإسلام عشرة آلاف وقيل مائة ألف من القادة [٥٧] .
وقد اختلف في سبب إسلامه ومدى إخلاصه، فقيل أنه أسلم لكسب تأييد المسلمين الذين يؤلفون غالبية شعبه ضد عدوه وعدوهم بايدو. وقيل كان بضغط وإلحاح من قائده نوروس، وتوسلات من بعض أمرائه وبعض المشايخ.
ومهما كان السبب وحتى لو كان إسلامه في البداية سياسيا، فإن من الثابت أنه فيما بعد قد أصبح مسلما حقيقيا، وذلك بشهادة رشيد الدين، أحد معاصريه ووزرائه، فقد ذكر أنه كان يشك في صحة إسلام غازان ولكنه تأكد فيما بعد من صحته من حديث جرى بينه وبين غازان حول الذنوب والأوثان [٥٨] .
وقد عرف عنه إنه تعلم شرائع الإسلام فصلى وصام وانقطع عن الولاء لخاقان التتار ألغى اسمه عن عمله إيران.
ومع ذلك فإن غازان قد حارب المماليك المسلمين، وقيل أنه حاول الاستعانة بالنصارى ضدهم واعداً إياهم أن يرد إليهم الأراضي المقدسة عندما يستخلصها، فراسل البابا بانونيفاس الثامن ودعاه لشن حرب صليبية ضد المماليك سنة ٦٩٩ هـ (١٣٠٠ م) واعداً إياه وملوك أوروبا بإعطائهم فلسطين ثمنا لذلك [٥٩] .
وقد استجاب له جيمس الثاني ملك أرغونة وأرسل إليه سنة ٦٩٨ هـ (١٢٩٩م) يهنئه بانتصاراته ويعده بإمداده بالسفن ويعلمه بأنه سمح لمن يرغب من رجاله بالانضمام إليه. كما زعم بعضهم أن غازان عرض على الأوروبيين أن يعتنق النصرانية في سبيل الحصول على مساعدتهم ضد المماليك [٦٠] .