تولى إرغون السلطة بعد أحمد تكوادر عام ٦٨٨ هـ (١٢٨٨م)[٤٨] عن طريق الجيش، وكان كأبيه محبا للنصارى، فعمل على الحد من نفوذ المسلمين في الدولة، وأبعدهم عن المراكز الهامة وعن الظهور في بلاطه، وغالى في عدائه لهم حتى أعلن بتأثير من وزيره اليهودي سعد الدولة أنه سيعمل على جعل مكة معبدا وثنيا، ولكن الله تعالى أخذه أخذ عزيز مقتدر هو ووزيره الغاشم [٤٩] .
وكان قبل موته قد اتصل بالملك إدوارد الأول ملك إنجلترا مقترحا عليه شن هجوم مشترك على الأراضي المقدسة من الشرق والغرب، ولكن الملك الإنجليزي اعتذر إليه بانشغاله بالحروب الاسكتلندية.
وكرر عرضه هذا على فيليب الرابع ملك أرغون عام ٦٨٨ هـ (١٢٨٩م) مقترحا عليه التعاون في غزو مصر، ويعده بمنحة دمشق وكثير من الخيول والإمدادات، ويعلمه بأن ملكي بلاد الكرج [٥٠] سينضمان إلى حلفهما، وحدد لبداية الغزو شهر محرم ٦٩٠ هـ (١٢٩١م)[٥١] .
وكان الإِيلخان كيخانوا خليفة أرغون مؤيدا للنصارى كسابقيه [٥٢] إلا أنه اتبع أسلوبا معتدلا في ميله إليهم، وصار يظهر شيئا من العطف على المسلمين، فأعفى آل البيت من دفع عامة الضرائب [٥٣] وكتب شعارات إسلامية على عملته، حيث كتب على أحد وجهيها "لا اله إلا الله محمد رسول الله"[٥٤] .
أما الإيلخان بايدو الذي خلف كيخانوا فقد كان ظاهر الميل والتأييد للنصارى بتأثير من دسبينا زوجة أباقا خان، التي كانت لا تزال على قيد الحياة، وكانت ذات تأثير شديد عليه، حيث كان يقضي معظم وقته عندها. فقام بتعليق صليب فخم في عنقه، وسمح للنصارى ببناء الكنائس وقرع أجراسها في معسكره، وعاقب بشدة كل من يحاول الدخول في الإسلام من المغول، ومع هذا فإنه كان يحاول إظهار الاعتدال تجاه المسلمين، فيرسل ابنه ليصلي كما يصلون [٥٥] .
الإيلخان غازان (قازان) : ٦٩٤- ٤ ٧٠ هـ (١٢٩٥- ٤ ١٣٠ م)