وفي عهد أباقا بن هولاكو ازدادت هجمة النصارى عليه محاولة إدخاله في دينهم، فأرسل إليه أربعة من البابوات هم كليمنت الرابع، وجريجوري العاشر، ويوحنا السادس والعشرون، ونقولا الثالث، يحضونه على الدخول في النصرانية [٤٢] فتزوج من امرأة نصرانية هي مارية ابنة الإمبراطور البيزنطي ميشيل باليوغولوس التي سماها المغول باسم (دسينا) ، وأظهر ميلا للنصارى وعطفا عليهم، فأقر إعطاء دار الدفتردار الصغير في بغداد للجاثليق النسطوري.
وطمع أباقا بمساعدة النصارى الأوروبيين فأرسل إلى ملك إنجلترا إدوارد الأول ٦٧٣ هـ (١٢٧٤م)[٤٣] في ذلك فرد عليه يعده خيراً ويوصيه بالنصارى.
كما أرسل إلى فيليب الثالث ملك فرنسا يطلب منه التعاون معه في محاربة المماليك، فرد عليه واعداً إياه بالمساعدة [٤٤] كما وراسل إلى جيمس الثاني ملك أرغونة واتفق معه على إعداد حمله صليبيه ضد المماليك، وتوجهت هذه الحملة فعلا ولكنها فشلت بسبب كبر سن جيمس الثاني، وتحطم سفنه في الطريق [٤٥] .
وعندما عقد مجمع ليون عام ١٢٧٤م (٦٧٣ هـ) حضره مبعوثان من قبل أباقا عرضا على المجتمعين مشروع تحالف صليبي مغولي، وتم تعميدهما نصرانيين دون أن يجابا إلى طلبهما [٤٦] .
الإيلخان أحمد تكوادر (أحمد بن هولاكو) :
لقد شذ هذا الإيلخان الذي تولى السلطة عام ٦٨١ هـ (١٢٨٢م) عن سابقيه في الميل للنصارى والرغبة في التحالف مع الصليبيين ضد المسلمين، فلم يلبث بعد توليه الحكم بعد أباقا خان، أن دخل في الإسلام، رغم أنه كان نصرانيا منذ طفولته، وأنه سبق أن عمد باسم نقولا، فسمى نفسه أحمدا، وأرسل رسله إلى بغداد وسلطان مصر المملوكي، يخبرهم بإسلامه ويعرض عليهم التحالف وإنهاء العداء التقليدي بين المغول والمسلمين. ولكنه لم يلبث في الحكم سوى ست سنوات حيث ثار عليه بعض قادته وقتلوه عندما حاول نشر الإسلام بين شعبه [٤٧] .