وازدادت حاجة كل منهما إلى حليفه بازدياد الصراع بين هولاكو وبركة خان عام ٦٦١ هـ (١٢٦٢م) عندما هزم بركة خان زعيم القبيلة الذهبية هولاكو خان زعيم مغول إيران، فقام هولاكو بالانتقام من تجار من القفجاق تابعين لبركة خان بأن قتلهم في بلاده، فأغضب ذلك بركة خان فأمر أفراد جيشه الذين كانوا يحاربون مع هولاكو أن ينضموا إلى الظاهر بيبرس ففعلوا [٦٩] .
وقد وصف القاضي محي الدين بن عبد الظاهر (٦٢٠-٦٢٢ هـ)[٧٠][٧١] وهو معاصر للأحداث. وصول هؤلاء الجنود الفارين من جيش هولاكو فقال:"وصل كتاب الحاج علاء الدين- متولي دمشق سنة ٦٦٠ هـ (١٢٦٢م) بأن الكشافة وجدوا جماعة كبيرة من التتار مستأمنين وافدين إلى الباب الشريف لأنهم من أصحاب الملك بركة وكانوا نجده عند هلاون (هولاكو) فلما وقع بينهما كتب الملك بركة إليهم بالحضور إليه وإن لم يقدروا على ذلك ينحازون إلى عسكر الديار المصرية، ويذكرون أن العداوة قد استحكمت بينهما، وأن ولد هلاون قتل في المصاف، وإنهم فوق المئتي فارس، فكتب السلطان إلى النواب في الشام بإكرامهم وحمل الخلع إليهم وإلى نسائهم وأحسن إلى مقدميهم الأربعة ... وخرج السلطان للقائهم ... فكان يوما عظيما، ورأوا من كثرة العساكر وكثرة العالم شيئا بهر عقولهم ... وبلغ التتار ذلك فتوافدوا جماعة بعد جماعة والسلطان يعتمد معهم هذا الإحسان "[٧٢] .
وكانت العلاقات قد توطدت بين بيبرس وبركة خان [٧٣] حيث لم يكد بيبرس يسمع بإسلام بركة خان حتى كتب إليه يغريه بقتال هولاكو ويرغبه في ذلك [٧٤] .