ويصف صاحب الروض الزاهر سفارة بركة خان إلى الظاهر بيبرس بأنها كانت مكونة من الأمير جلال الدين بن القاضي والشيخ نور الدين علي، عن طريق الإسكندرية، ويحملون رسالتين "مضمونهما السلام والشكر وطلب الإنجاد على هلاون (هولاكو) والإعلام بما هو عليه من مخالفة جنكيزخان وشريعة أهله، وأن كل ما فعله من إتلاف النفوس بطريق العدوان منه "وإنني قد قمت أنا وإخوتي الأربعة بحربه في سائر الجهات، لإِقامة منار الإسلام وإعادة مواطن الهدى إلى ما كانت عليه من العمارة، وذكر الله والأذان والقراءة والصلاة وأخذنا ثأر الأئمة والأمة"ويلتمس إنقاذ جماعة من العسكر إلى جهة الفرات لإمساك الطريق على هلاون، ويوصي على السلطان عز الدين صاحب الروم ويستمد مساعدته [٧٥] ".
ورد السلطان الظاهر بيبرس على رسالة وسفارة الملك بركه خان يخبره بأحوال المسلمين، وبمبايعة الخليفة العباسي وبأنه أمر بأن يدعي له في خطب مكة والمدينة المنورة والقدس وحمل رسله بالهدايا الثمينة [٧٦] . وذلك في عام ٦٦١ هـ (١٢٦١م) .
وعندما عاد وفد بيبرس من بلاد الملك بركة خان ذكروا أنهم رأوا في بلاده لكل أمير عشرة مؤذن وإمام، ولكل خاتون مؤذن وإمام، وأن الصغار كانوا يتلقون القرآن العزيز في المكاتب [٧٧] .
وفي أواخر عام ٦٦١ هـ (١٢٦١م) وصل حوالي ألف وثلاثمائة فأرسل مغولي من المستأمنين فاستقبلهم السلطان بيبرس وعرض عليهم الإسلام فأسلموا، وتكرر بعد ذلك وصول جماعة منهم [٧٨] .
واشتعلت نار الحرب بين بركة خان وعدوه هولاكو، وتوفي هولاكو سنة ٦٦٣ هـ (١٢٦٥م) وخلفه ابنه أبغا، فقاتله بركة خان حتى هزمه [٧٩] .