وتوفي بركة خان عام ٦٦٥ هـ (١٢٦٦م) ، وخلفه منكوتمر، فواصل سياسة سلفه في نشر الإسلام بين المغول والتحالف مع المماليك ضد مغول إيران، فقام بمحاربة أبغا بن هولاكو فهزمه وخلص منه الأسرى، مما قوى معنويات المسلمين وشجعهم على الاستبسال في محاربته، ولم يكتف بذلك بل قدم بنفسه ليساعد المماليك في قتاله واستعادة أرض المسلمين من أيدي المغول.
وعندما توفي سنة ٦٨٠ هـ (١٢٨١م) خلفه أخوه تدان منكو، الذي دخل في الإسلام، وأرسل يبشر قلاوون بذلك ويطلب منه أن يلقبه بلقب، ويجهز له علم الخليفة وعلم السلطان ليقاتل بهما أعداء الإِسلام، فلبى السلطان قلاوون طلبه سنة ٦٨٢هـ (١٢٨٣ م)[٨٠] وأرسل له هدية قيمة وأموالا [٨١] ولكن تدان لم يلبث أن تنازل عن عرشه وتزهد وانقطع للعبادة، ومصاحبة العلماء، فخلفه ابن أخيه تولا يوغا بن منكوتمر بن طوغان ٦٨٦هـ (١٢٨٧م) ، ولكنه ما لبث أن مات غيلة سنة ٦٩٠هـ (١٢٩١م) على يد طقطقا (طقطاي) الذي كان على دين المغول والذي حكم حتى عام ٧١٣ هـ (١٣١٤ م) فعمت في عهده المجاعة [٨٢] وأرسل طقطاي هذا إلى الملك الناصر محمد بن قلاوون عام ٧٠٤ هـ (١٣٠٤م) ، فطلب محالفته ضد غازان، فاعتذر إليه حيث أن خدا بنده أخو غازان قد تولى الحكم وعقد معه الناصر صلحا، وكرر طلبه عام ٧١٣ هـ (١٣١٣م) عندما هاجمه خدا بنده وهزمه فوعده الناصر باستعادة بغداد وإعادة الخليفة العباسي إليها.
وهكذا استمرت العلاقات بين خليفة طقطاي وهو أزبك ٧١٣- ٧٤١ هـ (١٣١٣- ١٣٤٠م) ، وابن أخيه، الذي أسهم في العمل على نشر الإسلام فصاهره الملك الناصر ودامت العلاقة جيدة بين المماليك وخانات القبيلة الذهبية فيما بعد.
نتائج محاولات التحالف:
مما سبق نرى أنه لم يتم عقد تحالف فعلي فعال بين المغول من جهة والصليبيين في أوروبا والشام وآسيا الصغرى من جهة أخرى، وذلك راجع لأسباب متعددة تتعلق بكل منهما.