هذا ولا أريد أن ألخص لك الكتاب للحيلولة بينك وبين جماله الذي قد ينعدم أمامك بالتلخيص، إذ هو خير من يحدثك عن نفسه.. وإنما قصدي ذكر بعض النقاط الحساسة التي أشار إليها المؤلف وجعلها ركيزة للكتاب فكانت محوره.. بل كانت ضياءه.
ذكر المؤلف الفاضل: أن الإسلام هو الذي حدد الشخصية العربية على مر العصور.. وربط آخرها بأولها لغة وحضارة وخُلُقاً ((وليس للعروبة تاريخ يعتز به العرب ويجتمعون حوله قبل الإسلام))
ثم ينعي على الذين اعتبروا أن ذلك الطابع الخاص المميز للأدب العربي عما سواه لا يعني الجمود كما يزعمه الزاعمون ولا يقود إليه في أي حال.
ودليله على ذلك عدة أسباب:
أولاها: أن الجمود صفة لا وجود لها في الحياة.. لأن الحياة حركة، ولأن الكائن الحي لو أراد الجمود وقصد إليه لما استطاعه فكل شيء في الحياة متغير، والناس مضطرون إلى التعبير عن أنفسهم وعن الحياة في مختلف نواحيها: في أدبهم، وفي صحفهم، وفي اذاعاتهم، وفي قصصهم، وفي كتبهم العلمية، والحرص على استعمال لغتنا العربية في كل هذه الميادين ينتهي حتما إلى تصفيتها وتنقيتها فيسقط السخيف الثقيل، والحوشي المستهجن لأن الأدباء والعلماء والدارسين سوف ينفرون من استعماله، ومن ورائهم الذوق العربي الممثل في جمهور القراء، والرواة.
فأنت ترى المؤلف الفاضل يقرر مبدأ: إن البقاء للأصلح، وهو معنى يحلو لقليلي البضاعة - الفكرية - عزوه إلى ابن القرود داروين..!!
علما بأن الفضل فيه لمنزل الكتاب جل جلاله, قال تعالى:{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ}