"من محاسن الإسلام يوم الجمعة ببغداد، وصلاة التراويح بمكة، ويوم العيد بطرسوس"[٢٥٢] إذ كانت تظهر في طرسوس الأبهة الإسلامية بأجلى معانيها، لغيظ الكفار، وإلقاء الرعب في قلويهم في العيدين، فكانت تسطع فيها الأنوار، في ليالي العيد، وتتجاوب أصوات المسلمين بالتهليل، والتكبير، وتزدحم الأنهار بالزوارق المزينة بأبهى الزينات، وتسطع من جوانبها أنوار القناديل، ويخرج الناس بأسلحتهم ودراعاتهم بدل دروعهم، وعليها يكتب:"فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم".
وسقطت طرسوس، وبقيت مسيرة الإسلام بين مدّ وجزر، وفتحت صفحات أخرى من الجهاد وفي ثغور أخرى. وتبقى المسيرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. ويبقى التزام المسلمين بإسلامهم هو سبب عزتهم. وبدونه تكون لهم المذلة.
المصادر والمراجع
١- ابن الأثير- الكامل في التاريخ- دار الكتاب العربي- بيروت ط ٤/ ١٤٠٣ هـ-٩٨٣ ١ م.
٢- أحمد عبد القادر اليوسف- الأمبراطورية البيزنطية- صيدا- ببيروت ١٩٦٦ م.
٣- البلاذري- فتوح البلدان- دار الكتب العلمية- بيروت- ١٤٠٣هـ- ١٩٨٣م.
٤- ابن تغري بردي- أبو المحاسن- النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة- المؤسسة المصرية القاهرة/١٣٨٣ هـ/١٩٦٣ م.
٥- حسن إبراهيم حسن- تاريخ الإسلام- مكتبة النهضة المصرية- ط/ ١٩٦٤ م.
٦- حسن أحمد محمود، وأحمد إبراهيم الشريف- العالم الإسلامي في العصر العباسي - دار الفكر العربي- القاهرة ط ٤/ ١٩٨٠ م.
٧- أبو حنيفة الدينوري- الأخبار الطوال- تحقيق عبد المنعم عامر- دار إحياء الكتب القاهرة ط ١/١٦٠م.
٨- ابن حوقل- مسالك الممالك- ليدن ١٨٩٩.
٩ - الحياري- مصطفى- نهاية الثغور الشامية- بحث في مجلة مجمع اللغة العربية الأردني العدد ١١/ ١٢.
١٠- ابن خرداذبة- المسالك والممالك، تحقيق دي خويه- طبع الأوفست- مكتبة المثنى ببغداد ط إبريل ١٨٨٩ م.