ومن حديث أبي ذر- رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال عن صفة الحوض:"عرضه مثل طوله، ما بين عمان إلى أيله "[١٨٩] .
ولذلك روى البخاري في صحيحه [١٩٠] من طريق ابن جريج، عن مجاهد، عن النواس بن سمعان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا اللفظ:"عرضه وطوله سواء كما بين أيله [١٩١] إلى عمان"[١٩٢] الحديث.
ومثله أيضا ما روى النضر بن شميل [١٩٣] ، عن سنان بن سعد [١٩٤] ، سمعت أبا الوازع- وهو جابر بن عمرو [١٩٥]- أنه سمع أبا برزة الأسلمي [١٩٦]- رضي الله عنه - يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"ما بين ناحيتي حوضي كما بين أيلة إلى صنعاء، مسيرة شهر، عرضه كطوله..."[١٩٧] الحديث.
وكذلك روي [١٩٨] أيضا من حديث عبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - بإسنادين جيدين، روى الجميع الحافظ ضياء الدين المقدسي، في جمعه طرق أحاديث الحوض [١٩٩] ، فامتنع حينئذ الجمع الذي ذكره الشيخ عز الدين - رحمه الله -[٢٠٠] ، ولكن حديث ابن عمر [٢٠١] وقع فيه اختصار (فدعه فيه)[٢٠٢] اقتضاه قصد من سمعه حينئد لما مع شغله عن إدراك جملة الحديث، فحصل الوهم فيه لعامة من بعده، وقد روى الحافظ ضياء الدين في الكتاب المذكور بسند جيد إلى سليمان بن بلال [٢٠٣] ، ثنا إبراهيم بن أبي أسيد [٢٠٤] ، عن جده [٢٠٥] ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"إذا [٢٠٦] أنا هلكت [٢٠٧] فإني فرطكم على الحوض"قيل: يارسول الله، وما الحوض؟ قال:"عرضه مثل ما بينكم وبين جرباء وأذرح، بياضه بياض اللبن ... "[٢٠٨] وذكر بقية الحديث.
وإبراهيم بن أبي أسيد هذا، قال فيه أبو حاتم: محله الصدق، ولم يتكلم فيه أحد" [٢٠٩] ، وجده أبو أسيد - بفتح الهمزة وكسر السين- قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: "أظنه سالما البراد" [٢١٠] .