ووجه الإشكال، أن قضية الإفك كانت في مرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من غزوة بني المصطلق، وكانت غزوة بني المصطلق في شعبان من السنة السادسة. قاله ابن إسحاق [٣١٤] ، وأبو حاتم بن حبان [٣١٥] وابن حزم [٣١٦] ، وجماعة كثيرون [٣١٧] ، وكان سعد بن معاذ - رضي الله عنه - قد مات قبل ذلك بمدة، لأنه توفي عقيب غزوة الخندق، بعد حكمه في بني قريظة [٣١٨] ، وكانت غزوة الخندق في شهر ربيع الأول سنة خمس [٣١٩] على ما ذكر ابن إسحاق، وقال موسى بن عقبة:"كانت في شوال سنة أربع"[٣٢٠] ، ورجح هذا ابن حزم لما في الصحيحين عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال:"عرضت على النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة فلم يجزني، ثم عرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة فأجازني [٣٢١] ، وغزوة أحد كانت في شوال سنة ثلاث بلا خلاف، فتكون [٣٢٢] وفاة سعد بن معاذ - رضي الله عنه - على هذا القول أقدم [٣٢٣] ، مما قال ابن إسحاق، والمدة بين ذلك وبين قصة الإفك أطول، لكن ذكر البخاري في صحيحه، عن موسى بن عقبة - أن غزوة بني المصطلق - كانت سنة أربع [٣٢٤] ، ومع ذلك فقد ذكر موسى بن عقبة في مغازيه أن غزوة الخندق، وبني قريظة، كانتا قبل غزوة بني المصطلق [٣٢٥] ، فيكون وفاة سعد بن معاذ قبل ذلك على قوله أيضا [٣٢٦] ، وذكر ابن هشام في السير عن ابن عمرو المدني أن غزوة بني المصطلق كانت بعد بني النضير، قبل الخندق، وعلى هذا فلا إشكال [٣٢٧] .
وحديث الإفك رواه ابن إسحاق في مغازيه، عن ابن شهاب [٣٢٨] ، عن أشياخه. قال: "وحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير [٣٢٩] ، عن أبيه [٣٣٠] ، عن عائشة.