٧- ومنها: ما روى البخاري أيضا في كتاب الجهاد [٣٦٥] : "حدثنا حفص بن عمر الحوضي، ثنا همام [٣٦٦] ، عن إسحاق [٣٦٧] ، عن أنس- رضي الله عنه - قال: "بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - أقواما من بني سليم إلى بني عامر، في سبعين، فلما قدموا قال لهم خالي [٣٦٨] : أتقدمكم ... " وذكر قصة بئر معونة [٣٦٩] ، هكذا تتبعته في عدة نسخ من الأصول، "من بني سليم"، وهو غلط، إما من النساخ [٣٧٠] ، أو من بعض الرواة [٣٧١] , وغفل عنه المصنف [٣٧٢]- رحمه الله -، لأن الذين استشهدوا ببئر معونة كانوا من الأنصار، لكن المبعوث إليهم هم بنو سليم، وهم رعل وذكوان، وعصية، وبنو لحيان، وكلهم بطون من بني سليم، وقد رواه البخاري – أيضا - في المغازي [٣٧٣] ، عن موسى بن إسماعيل، عن همام، ولم يقل:(من بني سليم)[٣٧٤] . وأخرجه- أيضا- من طريق فيها عن أنس - رضي الله عنه - "أن رعلا وذكوان وعصية وبني لحيان استمدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عدوهم، فأمدهم بسبعين من الأنصار، كما كنا [٣٧٥] نسميهم القراء في زمانهم، كانوا يخطبون بالنهار، ويصلون بالليل، حتى - إذا -[٣٧٦] كانوا ببئر معونة، قتلوهم وغدروا بهم ... " [٣٧٧] الحديث. فهذا هو الصواب، وهو المعروف في جميع الكتب [٣٧٨] .