٨- ومنها: ما رواه مسلم في أوّل كتاب الجنائز من صحيحه [٣٧٩] ، من طريق - عمر -[٣٨٠] بن كثير بن أفلح، عن ابن سفينة [٣٨١] ، عن أم سلمة قالت:"سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول - ما أمره الله عز وجل -: [٣٨٢] إنا لله وإنا إليه راجعون [٣٨٣] ، اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيرا منها، إلا أخلف الله له خيرا منها" قالت: فلما مات أبو سلمة قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة؟ أوّل بيت هاجر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قلتها"الحديث هكذا وقع في جميع النسخ، وهو غلط، وصوابه:"أوّل بيت هاجر إلى الله"، وزيد فيه لفظة (رسول) , وهما: إما من النساخ، أومن بعض الرواة، فإن أبا سلمة - رضي الله عنه - كان بمكة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أول من هاجر من مكة إلى أرض الحبشة، مع زوجته أم سلمة - رضي الله عنهما - فلم تكن هجرته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وكذلك أيضا هجرته إلى المدينة ثانيا، فإنه رجع بأهله إلى مكة، ثم هاجر إلى المدينة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - مقيم بعد مكة، قال ابن إسحاق: "هو أول من هاجر إلى المدينة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[٣٨٤] فلم تكن هجرته إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[٣٨٥] ، ولم ينبه على هذا أحد من شراح كتاب مسلم. والله أعلم.