وقد أشرفتُ في جامعة دمشق على إخراج فقه السبعة المكثرين من الصحابة، لسبعة من خريجي كلية الشريعة بها، فكان نصيب فقه عائشة لطالبة هي اليوم تعتبر داعية الإسلام في الشام وعالمة نسائها هي الآنسة منيرة الفبيسي وباقي السبعة المتخرجين هم اليوم بين زملاء أساتذة جامعين وبين دكاترة في علوم الشريعة وقضاة في المحاكم.
وهذه المعاجم تفيد بمفردها في المناطق التي تتمذهب بفقه أحد أئمتها الأربعة وكزيد بن علي وجعفر الصادق، تفيدهم للعلم والدراسة وتفيدهم لاختيار الدساتير الإسلامية منها، والقوانين الموحدة الملزمة حكما وقضاء وفتوى.
وبعد الانتهاء من تدوين جميع هذه المعاجم لفقه الصحابة والتابعين والأئمة الذين لم يدوَّن فقههم والأئمة الذين دوِّن فقههم وفقه آل البيت وفقه أئمة النساء، تأتي المرحلة الثانية وهي:
دمج جميع هذه المذاهب في كتاب واحد على نفس الطريقة المعجمية: أب ت باسم معاجم الفقه الإسلامي.
معجم الحديث:
والمرحلة الثالثة هي جمع جميع أحاديث الأحكام مرتبة على حروف المعجم كذلك وتكون هذه الأحاديث ذات عناوين مفردة لكل حديث كلمة أصلية، تحتها كلمات فرعية ذات دلالة فقهية خاصة، ولتكون هذه الأحاديث مع آيات الأحكام الدليل المرجوع إليه عند تضارب المذاهب وتغاير الأحكام في القضية الواحدة لاختيار حكم واحد من بينها، يسنده الدليل ويعززه على أن يُخرج كل حديث منها ويذكر بجانبه من صحَّحه أو ضعَّفه أو من زكَّى جميع رجاله أو جرَّح أحدهم.