وكنت أشرفت في لجنة موسوعة الفقه الدمشقية على جمع جميع أحاديث البيوع، فخرجتْ في ثلاثة أجزاء، وأعجلتنا الفتن العقائدية عن مراجعتها وإعطاء عناوين أصلية لوحداتها وفرعية لكل حديث منها، فأخرجتنا عن الشام حيث نقيم بين المملكة العربية السعودية وبين الكويت، بعد أن مات ثلاثة من خيرة زملائنا في اللجنة وهم الدكاترة مصطفى السباعي ويوسف العشي وأحمد السمان رحمهم الله وغفر لهم.
وقد وضعنا في المعجم الظاهري كلمات ليس لها في كتب الفقه أبواب أو فصول مستقلة وأن يكون لها أحكام مبعثرة في ثناياها ومستطردة، ومنها كمثال: إجهاض وتشريح وفضول المال.
وطريقتنا هذه في المعاجم الموسوعة أثنى عليها بكتاب مستقل ودعا لها ونوَّره بها فيه وأسماه: تراث الفقه الإسلامي ومنهج الاستفادة منه على الصعيدين الإسلامي والعالمي دعا لها وساندها مؤلف هذا الكتاب: الدكتور جمال الدين عطية، فقال بعد أن تحدث عنها في أوراق منه وفي عدة صفحات خص بها الحديث عن معجم فقه ابن حزم:
"ونرى أن يكون منهج العمل، في معاجم أمهات الفقه على مثال ما تم بالنسبة لمعجم فقه ابن حزم الذي يتميز في رأينا بميزتين أساسيتين:
١- أنه أورد خلاصة وافية لرأي ابن حزم في كل مسألة.
٢- أنه أرجع مباحث كل كلمة إلى رقم المسألة من كتاب المحلي".
وكتاب الدكتور عطية في ١٠٤ صفحات.
وسيكون (معاجم الفقه الإسلامي) هذا بعد قيامه كتاب دراسة لجميع مراحل التعليم الثانوي والجامعي والعالي ومنه يأخذ كل ما يحتاجه وما يتفق ومنهاجه وبرامجه.
ومنه ستختار الحكومات الإسلامية بواسطة علمائها وقضاتها ورجال الحكم فيها دساتيرها وقوانينها العامة والخاصة الداخلية الخارجية إن شاء الله.