للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما ورد عن أحاديث اللعن: لعن الله اليهود ... ولعن الله الواشمات ... ولعن الله من غير منار الأرض [٣٨] وغيرها من الأحاديث التي عدها بعض العلماء من الأحاديث القدسية، فهذه الأحاديث ليست من الأحاديث القدسية حسب التعريف وإن عدها بعضهم منها لإضافة الرسول صلى الله عليه وسلم الحكم أو الأمر إلى الله تعالى ولا شك أن الحكم المضاف الصريح إلى الله تعالى أوكد من حيث الوقع في القلوب من الأحاديث التي لم يُضِفها إليه تعالى وإلا فالجميع من الله وكلها وحي بلا شك سواء أضافها إلى الله تعالى أو لم يُضِفها لما جاء في النص القرآني بأنه {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى} (النجم آية ٣- ٤) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ... " [٣٩] فكل الأحاديث النبوية بمقتضى الأدلة السابقة الذكر لا تخرج من دائرة الوحي [٤٠]- مع اختلاف أساليب الوحي بينهما كما سيأتي بيانه إن شاء الله إلا أنه خص بعض الأحاديث بمزيد من العناية والتأكيد فصرح فيها بإضافة الحكم أو الأمر إلى الله تعالى صريحا أو صرح صلى الله عليه وسلم بأنه أوحي إليه كما تقدم ضرب بعض الأمثلة. "يجدر هنا توضيح معنى الوحي وأقسامه".

بيان أقسام الوحي:

والوحي: لغة: بمعنى الإيحاء ومعناه: الإعلام بالشيء على وجه الخفاء والسرعة [٤١] وشرعا: هو إعلام الله لأنبيائه ما يريد إبلاغه إليهم من الشرائع والأخبار وبطريق خفي بحيث يحصل عندهم علم ضروري قطعي بأن ذلك من عند الله تعالى جل شأنه [٤٢] .

وينقسم إلى قسمين:

- الوحي المتلو والوحي غير المتلو ويسميه بعضهم بالوحي المروي: