للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخذ العلماء بعد تقدم علم الحديث وتصنيفه في القرون المتأخرة يهتمون بإفراد الأحاديث القدسية في مؤلفات مستقلة مستخرجة تلك الأحاديث من كتب السنة النبوية. فأذكر هنا كل ما وقفت عليه سواء أكان مطبوعاً أو مخطوطاً وموجوداً أو مفقوداً ثم أعود إلى الكتب المطبوعة للكلام عليها.

١- فأول من وقفت عليه ممن اعتنى في موضوع الأحاديث القدسية، وخصها بالتأليف مستقلا هو المحدث زاهر بن طاهر بن محمد النيسابوري المتوفى "٥٣٣ هـ"يعني في نهاية القرن الخامس وبداية القرن السادس ويمكن أن نعتبر هذه الفترة أول زمن لبدء التأليف وجمع الأحاديث القدسية في مؤلفات مستقلة حسب علمي.

وذكر الحافظ ابن كثير في الفصول [٦٧] اختصار سيرة الرسول فقال:

"وقد أفرد العلماء في هذا الفصل مصنفات في ذكر الأحاديث الإلهية، فجمع زاهر ابن [٦٨] طاهر في ذلك مصنفاً".

٢- وجمع الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل اللخمي المقدسي [٦٩] المتوفى سنة "٦١١ هـ"أربعين حديثاً إلهية باسم "الأربعين الإلهية" [٧٠] .

٣- ألف الصوفي الكبير المشهور محي الدين محمد بن علي بن محمد بن عربي الطائي الأندلسي المتوفى "٦٣٨ هـ" صاحب الشطحات والكفريات والقائل بوحدة الوجود [٧١] كتابا سماه "مشكاة الأنوار في ما روى عن الله سبحانه وتعالى من الأخبار" [٧٢] ضمنه الأحاديث القدسية المروية عن الله تعالى بأسانيده فجاءت مائة حديث وحديثاً واحداً إلهية [٧٣] .

٤- وممن أفرد الأحاديث القدسية في مصنف خاص ضياء الدين أبو عبد الله محمد ابن عبد الواحد المقدسي المعروف بضياء الدين المقدسي المتوفى في سنة "٦٤٣ هـ" [٧٤] .

٥- وممن ألف في ذلك محي الدين أبو بكر يحي بن شرف النووي المتوفى سنة "٦٧٦ هـ"وسماه "الأحاديث القدسية" [٧٥] وسيأتي الكلام عليه بالتفصيل.