وأضيف إلى ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية والإمامان الكافيجي والسيوطي ثلث من الصحابة الذين نقل عنهم مئات الروايات في التفسير وهم: أم المؤمنين عائشة، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبوهريرة، وأنس بن مالك رضي الله عنهم أجمعين.
ولو رجع أ. سزكين إلى مصدرين في طبقات المفسرين لمؤلِفَين من أهل بلده، وينطقان بلغته، لرأى أسماء هؤلاء في كتاب: BUYUK TAFSIR TARIHI TABAKATUL- MUFESSIRIN لعمر نزيه بلمان، طبع في إسلامبول باللغة التركية بالحروف اللاتينية، وكتاب ((طبقات المفسرين)) لأحمد بن محمد الأدنوي من علماء القرن الحادي عشر الهجري، وتوجد منه نسخة مخطوطة في دار الكتب المصرية برقم (١٨٥٩ تاريخ طلعت) . وجميع الصحابة الذين ذكرتهم أوردهما المؤلفان المذكوران.
وقد جمع الإمام السيوطي روايات هؤلاء الصحابة وغيرهم في كتابه ((ترجمان القرآن)) حيث قال: وقد جمعت كتاباً مسنداً فيه تفاسير النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، فيه (بضعة عشر ألف) حديث ما بين مرفوع وموقوف، وقد تم ولله الحمد في أربع مجلدات وسميته ترجمان القرآن، إلا أن هذا الكتاب في عداد المفقود ولكن مختصره موجود، وهو ((الدر المنثور في التفسير بالمأثور)) .
وللتأكيد على نبوغ وبراعة هؤلاء الصحابة في علم التفسير، أنقل بعض الشذرات التي تنطق بأنهم من رجاله بل من أركانه.
فهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول:"والله ما نزلت آية وقد علمت فيما نزلت، وأين نزلت، وعلى من نزلت، وإن ربي وهب لي قلباً عقولا ولساناً ناطقاً". وهو القائل:"سلوني عن كتاب الله فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار، وفي سهل أم في جبل "(١) .