للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد نقل ابن الأثير عن سعيد بن المسيب قال: "ما كان أحد من الناس يقول: سلوني غير علي بن أبي طالب " (١) .قال السيوطي وأما كلامه في تفسير القرآن فكثير وهو مستوفى في كتابنا التفسير المسند بأسانيده.

ونقل السيوطي عن ابن أبي جمرة عن علي رضي الله عنه أنه قال: "لو شئت أن أوقر سبعين بعيرا من تفسير أم القرآن لفعلت". اهـ. ثم وجه السيوطي وبيّن وبرهن على إمكان ذلك.

وأما بالنسبة لعلم ابن مسعود رضي الله عنه في التفسير والتنزيل، فقد صح عنه أنه قال: "والله الذي لا إله إلا غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيمن نزلت، ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإِبل لركبت إليه".

وأما أُبي بن كعب رضي الله عنه فقد كان له دراية فائقة بالقرآن، وقد سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن أي آية في القرآن أعظم؟ فأجاب أبي: {الله لا إلهَ إلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّوم} [سورة البقرة/٢٥٥] فضرب النبي الله عليه وسلم الله عليه وسلم في صدره وقال: "لِيهْنكَ العلم يا أبا المنذر " (٢) .

وأما ابن عباس فشهرته بعلم التفسير تغني الكلام عنه، وسيأتي ذكره بعد قليل، ومن الجدير بالذكر أنه اعتني بجمع تفسير ابن عباس رضي الله عنه في عدة أماكن، ففي جامعة أم القرى قام الشيخ د. عبد العزيز الحميدي بجمع تفسير ابن عباس رضي الله عنهما من كتب السنة وطبعته جامعة أم القرى، وفي الجامعة نفسها قام الزميل الشيخ أحمد عايش بجمع نسخة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس من كتب السنة وكتب التفسير وغيرها، وفي جامعة الإمام محمد بن سعود قام جماعة من الباحثين في الدراسات العليا بجمع تفسير ابن عباس أيضاً.


(١) أسد الغابة٣/٥٩٧.
(٢) أخرجه مسلم بنحوه في صحيحه- صلاة المسافرين رقم ٨١٠.