للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من طراز (برجشتراسر) في كتابه ((تاريخ القرآن)) حيث لوث كتابه هذا بنقله بعض الافتراءات كقوله: "إلا أن هذه المصاحف التي أعدتها لجنة عثمان بن عفان والتي وزعت على الأمصار المختلفة، لم تكن تخلو هي الأخرى من بعض الاختلافات حتى إنه روي أن عثمان بن عفان وعائشة رضي الله عنهما، تحدثا إن في القرآن لحنا وستقيمه العرب بألسنتها" اهـ. ثم أحال إلى كتاب ((المصاحف)) لابن أبي داود ٣٣-٣٤ و ((تفسير الطبري)) ٦/ ١٦ ((وتاريخ القرآن)) لبرجشتراسر.

إن هذا الذي نقله وتبناه لعمر الحق لهو الباطل، ومن ينقل من هؤلاء الذين اخترعوا وتلمسوا المطاعن في القرآن الكريم وكتابته بدون نقد، كحاطب ليل يقع في طامات ومنها هذه الطامة التي تطعن في القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، إن الاستشهاد بهذا من غير نقد ولا توجيه على وقوع اللحن في القرآن من أكبر المطاعن به، وهذا الاستشهاد فيه نظر من حيث الإسناد وفيه توجيه من حيث المتن.

أما بالنسبة للإسناد فما رواه ابن أبي داود في كتابه ((المصاحف)) . عن عثمان رضي الله عنه ست روايات وهي في قوله:

(١) حدثنا المؤمل بن هشام، حدثنا إسماعيل عن الحارث بن عبد الرحمن، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر القرشي قال: لما فرغ من المصحف أتى به عثمان فنظر فيه فقال: "قد أحسنتم وأجملتم أرى فيه شيئا من لحن ستقيمه العرب بألسنتها".

(٢) حدثنا شعيب بن أيوب، حدثنا يحيى (يعني: ابن آدم) ، حدثنا إسماعيل بهذا، وقالت: ستقيمه العرب بألسنتها. قال أبو بكر بن أبي داود: "هذا عندي يعني بلغتها وإلا لو كان فيه لحن لا يجوز في كلام العرب جميعاً لما استجاز أن يبعث به إلى قوم يقرأونه".

(٣) حدثنا يونس بن حبيب حدثنا بكر (يعني: ابن بكار) قال: حدثنا أصحابنا، عن أبي عمرو، عن قتادة أن عثمان رضي الله عنه لما رفع إليه المصحف قال: "إن فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنتها".