وكان من قراء أهل البصرة: عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، وأبو عمرو بن العلاء، وعيسى بن عمر الثقفي، وكان أقدم الثلاثة ابن أبي إسحاق، وكانت قراءته مأخوذة عن يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم، وكان عيسى بن عمر عالماً بالنحو غير أنه كان له اختيار في القراءة على مذاهب العربية يفارق قراءة العامة ويستنكرها الناس، وكان الغالب عليه حب النص ما وجد إليه سبيلا، منه قوله:{حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} و {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي} ، {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ} ، وكذلك قوله:{هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} .
والذي صار إليه أهل البصرة فاتخذوه إماماً أبوعمرو بن العلاء، فهؤلاء قراء أهل البصرة، وقد كان لهم رابع وهو عاصم الجحدري، لم يرو عنه في الكثرة ما روي عن هؤلاء الثلاثة.
وكان من قراء أهل الشام: عبد الله بن عامر اليحصبي، ويحيى بن الحارث الذماري، وثالث قد سمي لي بالشام ونسيت اسمه. فكان أقدم هؤلاء الثلاثة عبد الله بن عامر، وهو إمام أهل دمشق في دهره، وإليه صارت قراءتهم، ثم اتبعه يحيى بن الحارث الذماري وخلفه في القراءة وقام مقامه. قال: وقد ذكروا لي الثالث بصفة لا أحفظها، فهؤلاء قراء الأمصار الذين كانوا بعد التابعين.
ولم يذكر أ. سزكين سوى خمسة من التابعين من هذه الطبقة التي تلي طبقة الصحابة، وهي جديرة بالذكر لمن أراد أن يكتب في تاريخ العلوم الإِسلامية فهي حلقة مباركة في هذا التاريخ وهي من الجذور الأساسية في ذلك التاريخ.
٤- لقد أخفق أ. سزكين في استهلال مقدمته لعلوم القرآن في الفصل الأول- القراءات القرآنية- حينما أكثر في نقله من التلطيخات والطامات عن بعض المستشرقين