وقال أيضاً:"وأمر أبو بكر رضي الله عنه بجمع القرآن ونقله إلى مصحف، ثم اتخذ عثمان من ذلك المصحف مصاحف، وبعث بها إلى الأمصار، ولم يعرف أنه أثبت في المصحف الأول ولا فيما نسخ عنه شيء سوى القرآن، فبذلك ينبغي أن يعمل في كتابة كل مصحف".
٥- وبعد هذه الطعنة أتبعها بقوله: "وإلى جانب هذا فقد استمرت القبائل في قراءة القرآن الكريم وفق لهجة كل قبيلة مثلما كان عليه الحال من قبل في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا بدوره أدى إلى ظهور عدد من القراءات المختلفة بعد إعداد النص الرسمي للقرآن في المصحف العثماني. وكان بعض التابعين يعلق أهمية كبيرة على قراءة الآية الواحدة خمس قراءات مختلفة.
ويقصد ببعض التابعين الإمام مجاهد بن جبر حيث أشار إلى تفسير الطبري ١/٥٣، وهذا نص الطبري قال:
حدثني محمد بن حميد الرازي قال: حدثنا حكام، عن عنبسة، عن ليث، عن مجاهد أنه كان يقرأ القرآن على خمسة أحرف.
وهذا لم يثبت عن مجاهد ففي إسناده محمد بن حميد الرازي: ضعيف
وفي إسناده أيضاً ليث: وهو ابن أبي سليم: صدوق اختلط جداً لم يتميز حديثه فترك، قاله الحافظ ابن حجر في التقريب.
إن الذي ينقل عن الصحابة أو التابعين لابد أن يتثبت هل صح القول إليهم فإن صح فيحق له أن يستشهد بقوله، وإن لم يصح فلا.
هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.