للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما زر بن حبيش فيقول: "وفدت في خلافة عثمان بن عفان وإنماد حملني على الوفادة لقي أبي بن كعب وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم"رواه الخطيب البغدادي بسنده عن زر.

وكان من منهجهم الرائع التورع في التحمل والرواية فيبحثون عن علو الإسناد وعمن هو أهل للرواية فهذا أبو العالية يقول: "كنت أرحل إلى الرجل مسيرة أيام لأسمع منه فأول ما أتفقد صلاته فإن أجده يقيمها أقمت وسمعت منه، وإن أجده يضيعها رجعت ولم أسمع منه، وقلت هو لغير الصلاة أضيع". رواه الخطيب البغدادي بسنده عن أبي العالية. وهو القائل أيضاً: "كنا نسمع الرواية بالبصرة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم نرض حتى ركبنا إلى المدينة فسمعناها من أفواههم". رواه ابن سعد (١) والبغدادي (٢) بسنديهما عنه واللفظ لابن سعد.

وقد ظفر أبو العالية بعَرضه القرآن على أُبي بن كعب وزيد بن ثابت وابن عباس، وصح أنه عرض على عمر رضي الله عنهم (٣) كما حظي برواية نسخة أُبي بن كعب في التفسير كما سيأتي في عرض أشهر الأسانيد في التفسير.

وأما مسروق فيحذر من التساهل في التفسير فروى أبو عبيد القاسم بن سلام عن هشيم أنبأنا عمرو بن أبي زائدة، عن الشعبي عن مسروق قال: "اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله".

وفي هذه الفترة برزت جماعة من التابعين اشتهروا بمعرفة التفسير فبرعوا ونبغوا فيه ومنهم سعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وأبو العالية ت ٩٠ هـ وقتادة ت ١١٠هـ وعامر الشعبي ت ١٠٥هـ ومسروق ت ٦٣ هـ والحسن البصري ت ١١٠ هـ والضحاك بن مزاحم ت ١٠٥ أو ١٠٦هـ وغيرهم.