وأخرج الشيخان بإسنادهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لما خلق الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش أن رحمتي تغلب غضبي". وفي رواية لمسلم:"إن رحمتي سبقت غضبي"(١) . واللفظان لمسلم. وأخرج مسلم أيضا بإسناده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أن لله مائة رحمة، أنزل منها واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحوش على ولدها، وأخَّرَ الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة"(٢) . وأخرجه البخاري بنحوه وزيادة قوله:"حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه"(٣) .
وأخرج مسلم بسنده عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة، ما قنط من جنته أحد"(٤) وأخرجه البخاري بنحوه وأطول. والرحمن مشتق من الرحمة، وهو قول الجمهور.
والدليل ما أخرجه أحمد قال: ثنا يزيد بن هرون، أخبرنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ أن أباه حدثه أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف وهو مريض فقال له عبد الرحمن: وصلتك رحمٌ إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله عز وجل: "أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي فمن يصلها أصله ومن يقطعها أقطعه فأبته أو قال! من ببتها أبته" (٥) .
وأخرجه أيضا من حديث أبى هريرة بنحوه. وصححه أحمد شاكر والألباني.
وأخرجه الحاكم من طريق يزيد بن هارون به، وسكت عنه هو والذهبي.
وأخرجه أحمد (٦) وأبو داود (٧) والترمذي (٨) والحاكم (٩) كلهم من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ردَّاد الليثي عنِ عبد الرحمن بن عوف بنحوه.
قال الترمذي: حديث سفيان عن الزهري حديث صحيح. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.