للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلا بإطلاق عباد الله

فقاد موسى تلكم الأساري

إلى عرين الأسد في الصحاري

لينفضوا عن طبعهم ما علقا

من دنس الذلة في عهد الشقا

لكن فرعون ومن قد صانعه

رأوا خلاص القوم خسرا وضعه

لذا عدا وراءهم بقوته

يريد ردهم لصون هيبته

فصاح: كلا.. لا مكان للوهن

إن معي ربي سيدفع المحن

-٧-

وجاءه الوحي: أن أضرب بالعصا

في البحر يفسح للحيارى مخلصا

وشد فرعون وراء القوم

فكان للباغين شر يوم

إذ أطبق الموج عليهم أجمعا

فلم يدع لراج مطمعا

وهاهنا أقر فرعون بما

أنكر من قبل عنادا وعمى

يهتف آمنت برب موسى

والموت ماض يخطف النفوسا!

وأبهج المستضعفين أن يروا

معذبيهم يصطلون ما جنوا

.. ويقذف البحر أخيرا بدنه

لينشق المضللون تتنه

فيعلموا أن الذي قد عبدوا

لم يك إلا جيفة وتفسد!

-٨-

لكن موسى لم يجز ذا الخطرا

حتى تلقى من يهود الأخطرا

فكم عليه فتنه أثاروا

وفرية ليس لها قرار

حتى لقد رموه بالفجور

وهو الذي في الطهر صنوا النور

وكان ذا على يدي قارون

ويل أمه من آفك مأفون

أثقله الله بأعباء النعم

فقابل الفضل بأصناف النقم

وراح يستعدي على الرسول

كل دني النفس والميول

حتى لقد أغرى به، وما أرعوى،

ذات سفاه من حظيات الهوى

زودها بالتهم الحقيرة

ومدها بالمنح الكبيرة

فأقبلت تقذفه بالمنكر

في قحة الوغد، وكيد الفجر

ويا لهول المأزق المضعضع

أي حجي في مثله لم يضع

لكنها النبوة العلية

موصولة بضابط البرية

سر من الله الذي لا يغلب

وليس عن عينية شيء يعزب

فثق إذا بنصره يا موسى

ألست في عصمته محروسا؟

-٩-

وفي وقار الرسل الهداة

واجه موسى خطط الغواة

فقام يستنطقها مستحلفا

بمن لهم شق الخضم واصطفى

(إلا كشفت عن دفين الصدر

حتى يبين الحق دون ستر)

ولم تطق صبرا على الكتمان

أمام ذاك الوازع الرباني

فاندفعت تصرخ في غير هدى:

قارون قد أضلني وأفسدا,,

واتضحت قواعد المؤامرة

لكل ذي بصيرة وباصره

فلم يعد خيرا بقاء الظالم

يشيع روح الإثم والمظالم

فأمر الله الثرى فامتثلا