للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤- تثبيت الأقدام، إذ كانت الأرض رملية دهاسا تسوغ فيها الأقدام، فلما نزل بها الماء تماسكت واشتدت وأصبح المقاتل ثابت القدم عليها يمكنه أن يكر ويفر، ويجول في ساحة المعركة كما يشاء.

مباحث الألفاظ:

الاستغاثة: طلب الغوث والإنقاذ من الهلكة.

مردفين: متتابعين يردف بعضهم بعضاً، من أردفه على الدابة إذا أركبه وراءه على ردف الدابة وهو عجزها.

يغشيكم: يلقي النعاس عليكم كما يلقي الغشاء الغطاء على الشخص.

النعاس: أول النوم، وهو فتور في الحواس وأعصاب الرأس يعقبه النوم.

أمنة: أماناً أكسبهم طمأنينة في نفوسهم وسكوناً في قلوبهم.

رجز: عذاب، وهو ما تخلقه وسوسة الشيطان من آلام في النفس.

هداية الآيات:

من ضروب الهداية في هذه الآيات ما يلي:

أ - الاستغاثة من العبادة ولا تصلح لأحد غير الله تعالى، وقد ورد أنه قيل للرسول صلى الله عليه وسلم يوماً: تعالوا نستغيث برسول الله من هذا المنافق (لمنافق كان يؤذيهم)

فقال لهم عليه الصلاة والسلام: "إنه لا يستغاث بِي، وإنما يستغاث بالله".

ومن هنا يتبين خطأ أولئك الذين يستغيثون بالأولياء والصالحين يا فلان، يا فلان مما هو صريح الشرك والعياذ بالله.

ولو كان يجوز الاستغاثة بغير الله تعالى لاستغاث رسول الله وأصحابه، وهم في أحلك الظروف وأشدها.. ولكن كانت استغاثة الصحابة: يا رب، يا رب انصرنا على عدوك، يارب أغثنا، يا غياث المستغيثين.. وكانت استغاثة رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم أنجز لي ما وعدتني به اللهم آتني ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض" فلم يسألوا الله تعالى بحق أحد ولا بجاه آخر، ولو كان ذلك جائزاً لما تركوه وهم في أشد الحاجة إليه، وأمسها إلى مثله.

ألم يسع المسلمين اليوم ما وسع نبيهم وأصحابه، ألم يكفهم ما كفى سلفهم؟ أليس الله بكاف عبده؟