إذ الركن أساس، والشرط: لا يصح المشروط له إلا به، والأعمال بالخواتيم فلو قالها- محققاً أركانها وشروطها لكن ارتكب بعد ذلك ناقضاً من نواقضها ومات لم تنفعه. فلابد أن يموت عليها لم يرتكب ناقضاً من نواقضها- بدليل حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة ... " الحديث (١)(٢)
ثالثاً: أركان لا إله إلا الله.
تعريف الركن لغة واصطلاحاً.
الركن لغة: من كل شيء: جانبه الأقوى الذي يستند إليه، والأمر العظيم. وللرجل: ما فيه عزّة ومنعَة من عشيرة أو سلطان وكل ما يتقوى به. وفي القوم: الشريف بينهم. جمعه أركان وأركن. وأركان الإنسان جوارحه والأركان من كل شيء: جوانبه التي يستند إليها. والعبادة: كالصلاة- ما تبطل بالإخلال به عمداً أو سهواً (٣)
الركن في الاصطلاح: ما يقوم به ذلك الشيء من التقوّم، إذ قوام الشيء بركنه لا من القيام وإلا يلزم أن يكون الفاعل ركنا للفعل، والجسم ركنا للعرض، والموصوف للصفة (٤) وقيل: ركن الشيء: ما يتم به وهو داخل فيه بخلاف شرطه وهو خارج عنه (٥) . وقيل ركن الشيء: ما توقف الشيء على وجوده وكان جزءاً من حقيقته كقراءة القرآن في الصلاة فإنها ركن لها لتوقف وجودها في نظر الشارع على تحققها. وهي جزء من حقيقة الصلاة. وهكذا كل ما كان ركنا لشيء فإن ذلك الشيء لا يكون له وجود في نظر الشارع إلا إذا تحقق ذلك الركن.
والتعارف - كما نرى- متقاربة إلا أن الأخير أدقها وأكملها لذا نختاره.
وعليه، فأركان الشيء: أجزاؤه التي لا يتحقق بدونها.
وإذا: فأركان لا إله إلا الله: هي أجزاؤها التي لا تتحقق بدونها وهي اثنان: نفي، وإثبات.