وأما تحقيقها: فهو أن لا نعبد إلا الله وحده بالقلب واللسان وسائر الجوارح مع نفي استحقاق أي مخلوق لأي نوع من أنواع العبادة التي لا تصح إلا لله. قال شيخ الإسلام ابن تيميه " ... وبالجملة فمعنا أصلان عظيمان: أحدهما: أن لا نعبد إلا الله. والثاني: أن لا نعبده إلا بما شرع، لا نعبده بعبادة مبتدعة. وهذا الأصلان هما: تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ".
ثانياً: متى ينتفع الإنسان بقولها:
ينتفع الإنسان بقول لا الله إلا الله- إذا حقق أركانها وشروطها- كما سيأتي بيانه. ومات على ذلك لم يرتكب ناقضاً من نواقضها.
وبذلك يزول الوهم الذي تعلق به بعض الناس- وهو أن مجرد التلفظ بهذه الكلمة يكفي- أخذاً بظاهر بعض النصوص كقوله صلى الله عليه وسلم - فيما رواه البخاري من حديث عتبان "إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله "(١) وحديث أنس قال "إن النبي صلى الله عليه وسلم - ومعاذ رديفه على الرحل- قال: يا معاذ بن جبل: قال: لبيك يا رسول الله وسعديك- (ثلاثا) - قال: "ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صِدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار... "الحديث (٢) . وحديث أبي هريرة أنهم كانوا مع النبي في غزوة تبوك... الحديث، وفيه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عنه الجنة" (٣) ، وأمثالها.
إذ المراد بهذه النصوص وأمثالها من قال لا إله إلا الله- محققاً أركانها وشروطها ومات على ذلك.