للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعليه: فكلما ازداد الإنسان علماً بلا إله إلا الله كان إيمانه بها أفضل. وبذلك يتضح أن العلم بلا إله إلا الله (بمعناها ومقتضاها المستلزم للعمل) أحد شروط لا إله إلا الله التي لا تصح إلا بها. وأن العلم بها يتفاوت وبقدر العلم والجهل يحصل التفاضل في الإيمان بها. والله أعلم.

الشرط الثاني: اليقين.

اليقين: لغة: هو زوال الشك، وتحقيق الأمر، والعلم به.

وهو: نقيض الشك- كما أن العلم نقيض الجهل.

والموت: كما قال تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} .

وربما عبروا بالظن عن اليقين وباليقين عن الظن- قال: أبو سدرة الأسدي ويقال الهجيمي:

تحسب هواس وأيقن أنني

بها مقتد من واحد لا أغامره

يقول: تشمم الأسد ناقتي يظن أنني أفتدي بها منه واستحمي نفسي فأتركها له ولا أقتحم المهالك بمقاتلته.

وحق اليقين- كما في قوله تعالى-: {وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ} هو خالصه وأصحه (١) .

وفي الاصطلاح: اعتقاد الشيء بأنه كذا مع اعتقاد أنه لا يمكن إلا كذا مطابقاً للواقع غير ممكن الزوال (٢) .

والمراد هنا: أن يكون قال لا إله إلا الله مستيقناً قلبه بمدلول هذه الكلمة يقيناً جازماً منافياً للشك.

فمن قالها وهوشاك في شيء مما دلت عليه من معناها لم يتحقق لديه هذا الشرط (٣)

والأدلة على ذلك كثيرة من الكتاب والسنة.